سجلت لجنة تصحيح أوضاع الأخوة من دولة ماينمار (بورما) التي أمر بها الملك عبدالله رحمه الله، وحظيت برعاية واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيّده الله- نجاحًا متميزًا بعد انتهاء أعمالها الذي استمر نحو أربع سنوات نجحت خلالها من تصحيح أوضاع نحو ربع مليون مقيم من دولة ماينمار (بورما) من المقيمين في المملكة، مما جعل منظمة الأمم المتحدة تتقدم بالشكر للمملكة العربية السعودية لهذا العمل الإنساني النبيل الذي تم بأسلوب حضاري وإنساني يؤكد تميز المملكة وريادتها في مشروعات خدمة الإسلام والمسلمين في الداخل والخارج، كما قامت دول بطلب تجربة المملكة في هذا المجال، وبهذا تسجل المملكة نجاحًا إنسانيًّا وإسلاميًّا ودوليًّا جديدًا يسجل لها ضمن لائحة الشرف العالمية التي تتبوأ المملكة مكانة مرموقة فيها، وقد تشرفت بزيارة مقر اللجنة بطريق الليث بمكة المكرمة أكثر من مرة من منطلق اهتماماتي كباحث في تاريخ وآداب الحرم ومهتم بفقراء الحرم، وقد أسعدني حسن التنظيم وسرعة الإنجاز رغم قلة أعداد موظفي اللجنة من إمارة مكة وهي الجهة المشرفة على اللجنة بالإضافة لضباط وأفراد الجوازات، وخلال جولتي في اللجنة كانت تقابلني تلك الوجوه التي تكاد الابتسامة والسعادة والحبور تنطلق من شفاههم وعيونهم؛ لتقول:( شكرًا ياسلمان)؛ فقد أدخلت السعادة والطمأنينة على نحو ٢٠٠ ألف شخص من ( أراكان) وهم المعروفون بالجالية البرماوية بالمملكة، كما كنت أستمع لكلمات الشكر والثناء لسمو مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة الأمير خالد الفيصل من أفواه الأخوة من ماينمار (بورما) الذين تصححت أوضاعهم والدموع تذرف من أعينهم، ليس في مقر اللجنة فقط، بل في في الحرم وأحياء مكة؛ حيث تابع سموه أعمال اللجنة منذ بداياتها ووجه بتذليل كافة العقبات حتى تحقق النجاح الكبير الذي أعاد السعادة والطمأنينة لعشرات الآلاف من الأُسر البورماوية.
كما أسعدني خلال جولاتي في مقر اللجنة عمل وجولات ذلك (الإنسان) الأستاذ عبدالله آل قراش، مدير إدارة الحقوق بإمارة مكة والمشرف العام على اللجنة الذي تفرغ لإنجاز أعمال اللجنة، وهو يتجول ومساعده الأستاذ رايد اللقماني ومدير مكتبه الأستاذ سلمان الزهراني بين مكاتب اللجنة يساعد هذا ويعد الآخر، ويبتسم للثالث مستشعرًا شرف المهمة في أقدس البقاع معتبرًا هذا العمل من مظاهر تعظيم الحرم، حريصًا على الدقة والحزم المغلفة بالإنسانية التي تشربها كل سعودي من شريعة الإسلام التي تدعو لكل خير وتجعل إدخال السرور على المسلم من أعظم القربات إلى الله تعالى، كما قامت الجوازات ممثلة في العقيد محمد الجهني والمقدم مسفر اليامي، والنقيب وسيم اللهيبي وبقية الأفراد بجهود موفقة ورائعة لإنجاز أعمال اللجنة وتذليل العقبات منذ بدايات عمل اللجنة وحتى تحقق الإنجاز، كما ساهمت لجان الأحياء من المعرفين من الجاليات البورماوية في سرعة الإنجاز، ونحن إذ نتقدم نيابة عن جميع الجالية (البورماوية) بالشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو أمير منطقة مكة، ولجميع من ساهم في هذا الإنجاز لنأمل دراسة تعميم هذا الإنجاز، وهذا التصحيح على بعض الجاليات الأخرى التي يتواجد عدد كبير منها في منطقة مكة وتحتاج للتصحيح، خاصة بعد أن اكتسبت اللجنة خبرات كبيرة ومهارات تمكنها من الإنجاز في وقت قياسي، مما سيساهم إيجابًا في النواحي الأمنية والاجتماعية والاقتصادية بمنطقة مكة المكرمة، والله الموفق لكل خير..
عبدالله سعيد الحسني الزهراني
باحث في تاريخ وآداب الحرم
مهتم بفقراء الحرم