عبدالرحمن الأحمدي

الحارة المكية..المسافة الواحدة

تتميز مكة المكرمة دون غيرها من المدن بالتمازج القوي والتآلف الواضح بين مكونات المجتمع المكي القدير بل بلغت قوة الانصهار والتقارب بأن أسرًا كثيرة أصبحت ذات قربى وصلة رحم مع غيرها من الأسر الكريمة والعكس صحيح.ولم يعد هناك ذلك الفرق الواضح في العادات والتقاليد..فلا نستطيع أن نقول أن هذه العائلات مختلفة عن تلك العائلات الأخرى فقد انعدم معظم الاختلاف المجتمعي بينهم وذابت كثير من الفروقات ورسخت في الأذهان والنفوس الكثير من المتشابهات المكية في الحياة الاجتماعية.. وأصبحت أغلب الأحياء تتسابق نحو الأصالة والقيم.. وإثبات التميز في مسيرة حياتها اليومية في كافة الأشكال المعيشية.. من ملبس ومأكل ومشرب وحرف مهنية وغيرها.. وفي الأخيرالجميع من الناس عباد الله إخوانا.

وحاليا تقام فعاليات الحارة المكية بمبادرة جميلة وفردية من الأستاذ السيد عادل أمين حافظ رئيس مركز حي النزهة…يتم فيه عرض الصور التراثية القديمة بمباني تحاكي الواقع المكي الماضي وبأشخاص يمثلون اللباس المكي العريق وعلى رأسهم مهندس شركة أرامكو الفاضل صالح بشبيشي الشريف والذي يقوم بدور عمدة الحارة المكية وهي باختصار نماذج اجتماعية وثقافية وفنية واقتصادية لينقلوا صورا مشرقة للأجيال الشابة ليعتزوا بماضيهم المشرف.. وللتمسك بالقيم الأصيلة.. فبالتأكيد من ليس له أول ليس له تالي..وقد تأملت صورة فوتوغرافية جميلة تعكس كل ماقيل سابقا..وقد كانت بحق تنقل لنا أجواء معبرة عن الموروث الشعبي في اللباس المكي السابق وغيره وإن الأجمل من ذلك استعراض بقية الملابس التراثية لمكونات اجتماعية أخرى حتى تكتمل الصورة تماما.. ويبرز أناس آخرين كانوا يعيشون على أرض أم القرى.. والصورة تتسع بالتأكيد لكل ماهو مكي..

في مهرجان الجنادرية السنوي أعطيت المساحة الكافية لكل مدن المملكة لتوضيح موروث كل المكونات المجتمعية لأبناء الشعب السعودي.. وهذا مانأمله هنا أيضا بتخصيص قسم داخلي من المهرجان للمكون المكي الآخر من حيث استعراض اللباس القديم كالثوب المحاريد ومايسمى بالصمادة والعمامة والحسكن والكمر وبعض المهن كالسمانة والجلابة والجمالة والألعاب الشعبية من الحداية والملعبة والتعشير ولو بصورة رمزية وغيرها من عبق الماضي.. مثل ماهو مقام لبعض التراثيات حاليا ولعله في القريب من النسخ الجديدة للمهرجانات التالية ضمن الحارة المكية..وهذا ماوعد به صاحب الفكرة الأستاذ عادل أمين حافظ ولذلك يحق لكل من عاش في أم القرى أن يستعرض تراث حارته التي عاش فيها.. ونحن نعي جيدا أن هذا لن يغيب عن اهتمامات القائمين على المهرجان.. ولن ينتقص أبدا في مجهوداتهم ونجاحاتهم الرائعة..فكل بداية جادة تحتاج إلى بعض الاقتراحات البناءة والمثمرة.. وفي النهايةمن لايشكر الناس لايشكر الله..ومن نجاح إلى نجاح آخر إن شاء الله تعالى.

عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي

 

Related Articles

2 Comments

  1. “تتميز مكة المكرمة دون غيرها من المدن بالتمازج القوي والتآلف الواضح بين مكونات المجتمع المكي القدير بل بلغت قوة الانصهار والتقارب ”
    فعلا استاذ عبدالرحمن المجتمع المكي نموذجي بمعنى الكلمة ، مجتمع بسيط فاهم ومتفاهم ويتقبل الجميع .
    الكل يحب المجتمع المكي ويتمنى ان يعيش فيه . وياليت مجتمعنا كُلِّه مكي لنعرف حقا معنى التسامح.

  2. كل ماكتبته شي جميل ومشرف عن اهل مكة ….لكن يجب ان تعلم كل مجتمع او تجمع سكاني لفترة من الزمن في مكان محدد لهم نفس التآلف والتمازج وهذه طبيعة البشر… لكن الحقيقة مايقوم بهه عمدة النزهة من المحافظة عل التراث ونقله للجيل الحالي مجهود جبار ويشكر عليه …
    كما لا انسى اهتمامك يا استاذ عبد الرحمن بهؤلاء الاشخاص الذي لهم بصمه في مجتمهم …فلكما مني فائق التقدير والاحترم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button