تعتبر الخواتم من أقدم الحلى لدى الشعوب, ولم تقتصر على كونها رمزًا للزينة والتجمل ودليلًا على الحب، بل تحول الخاتم في كثيرٍ من الأديان إلى رمز روحي وديني.
وأسهم علماء العرب بخبراتهم في تصنيف الأحجار الكريمة كالكندي، وابن جزار، وأبو الريحان البيروني، والرازي، والطوسي، والجوهري، وأخوان الصفا، وأبرزهم التيفاشي (التونسي) وكتابه (أزهار الأفكار في جواهر الأحجار)، وشملت مؤلفاتهم، وصفها، وطريقة تكونها.
وذكـر خواصها الطبية والطبيعية، والنفسية، وميزاتها وفروقها، والوقوف على غرائبها وأسرارها، وإضفاء القيمة التبريكية للتختّم التي نجمت عن نوع الفص وخاصيته الذي يرصّع به الخاتم، أو عن مظهره وشكله أو لونه أو مصدره، كما ازدادت القناعة رسوخًا بأن التختّم عملًا تعويذيًّا ووقائيًّا لتجنب الضرر، والتمـاس النفع والصحة، أو ربما المتعـة والسعادة…
وانتشرت الـصورة الـحجرية الجوهرية في النقش عليه؛ ليضاعف من تأثير الفص المتجوهر وفعاليته. والكتابة بما يشبه الوشم.
ففي المسيحية، ينقش على الفصوص، بعض الرموز مثل : الحمامة أو السمكة أو المرساة.
وأما في المثيولوجيا الشعبية الإسلامية المكثفة، بالحقائق والأساطير كان المكتوب عبارات مفهومة، فنقش خاتم النبي صلى الله عليه وسلم( محمد رسول الله)، و(بعض الأئمة) تنقش عبارات، مثل : فحسبي الله ،أو العزة لله وحده، أو ما شاء الله، أو الله وليّي، أو ما توفيقي إلا بالله، أو سبحان الله، أو الملك لله الواحد القهار، ومما ينقشه (أهل الحزم )، مثل: التقلل خير من التذلل، الحق ينجي والباطل يردي, لكل حق حقيقة ولكل زمان خليفة, بطول التجارب تكشف المآرب، الأمل يلوي والشيطان يغوي.
وأما ماينقشه (أهل الهوى) مثل : ألف فتلف، حن فأن، عشق فزهق، صد فجد، صبر فقدر، نال فاستطال، باح فاستراح، سلا فقلا، ملك ففتك، عدل فقتل، عف فكف، وأختم بنقش اتخذته وشمًا لي : (أعددت لذنبي حسن ظن بربي).
أ. د عائض محمد الزهراني