نجاة الحربي/ مكة
يعتقد البعض بأن الملتقيات التعليمية التربوية مجرد نقاشات تطرح أوراق عملها وتنتهي بانتهاء المؤتمرات واللقاءات , بيد أن هذا الأمر لايمت للواقع بصلة فمن يعمل في حقل التعليم يعرف أهمية تلك الملتقيات والتي كانت توصياتها في أغلب الأحيان واقعاً ملموساً في الميدان
وتعد الملتقيات التعليمية التربوية منظومة ترتقي في تقديم كل ما من شأنه إبراز العملية التعليمية وتميزها بالتفاعلية والشراكة إلى حد كبير في مهام الإشراف التربوي .
فضلاً عن تحسين ظروف العمل والتي يكفل نموه نموا طرديا وفق ما تهدف إلية أهداف التعليم وفق رؤية المملكة 2030 والتي تسعى الى تطوير الجهود المنظمة لتصبح أكثر إنتاجية لتحقيق الاهداف التربوية .
ومن منطلق أهمية تلك اللقاءات والملتقيات التعليمية نظمت إدارة التعليم بمنطقة مكة المكرمة برعاية المدير العام للتعليم بمنطقة مكة المكرمة الأستاذ محمد بن مهدي الحارثي الملتقى التربوي لمديرات مكاتب التعليم بالمنطقة تحت عنوان (تطوير أداء مديرات مكاتب التعليم بمنطقة مكة المكرمة ومحافظاتها .
وضمن أوراق العمل المميزة قدمت مساعدة مدير عام الشؤون التعليمية آمنة بنت محمد الغامدي ورقة عمل حول القيادة التربوية في الألفية الثالثة
استهلتها بانطلاقة قيمنا من خلال القيادة بالرؤية والإدارة بالعمليات والإحسان في الاداء والتكامل في الأدوار التحسين المستمر و التميز النوعي ليكون نتاجها رؤيتنا أنموذجا عالميا يحتذى به ورسالتنا مخرجاتها عالمية أخلاقيا مهنيا لتتوافق مع قدسية المكان وعالميته .
وبكل تأكيد فقد حرصت حكومتنا الرشيدة على تطوير مهارات التعليم وعدت مهارات أبناءنا وأكثرها قيمة وقدراتهم من أهم مواردنا وعملت في سبيل ذلك على تأهيل المعلمين والقيادات التربوية لتحسين الكفاءات الداخلية للمنظومة التعليمية وتجويد مخرجاتها، مبينةً أنها العامل الأساس الذي يعول عليه في تحقيق رؤية ٢٠٣٠ وإحداث النقلة النوعية للانتقال إلى العالم الأول وعصر اقتصاد المعرفة .
وأشارت الغامدي في ورقتها من أهمية اختيار القادة للقيام بمهام قيادة الركب في شتى ميادين الحياة وما يستلزمه من توافر مقومات وكفايات شخصية ومكتسبة تؤهله لممارسة أدواره القيادية بالصورة المأمولة .
وتناولت الورقة محاور هامة حول القيادة في الألفية الثالثة
المحور الأول أعرف نفسك لتسطيع تطوير ذاتك
لأن معرفة قدراتنا كقيادات والوقوف على انماط التفكير وأبعاد الشخصية يجب أن يتم وفق أسس علمية موضوعية بمعايير عالمية ومنهجيات معتمدة على مستوى العالم وفي هذا السياق يمكن الاعتماد على بعض المقاييس العلمية والتي يعتبر مقياس هيرمان للتفكير من أهم المقاييس لقياس طرق التفكير وأنماط معالجة المعلومات معتمد على القدرة على التخطيط الاستراتيجي لتطوير وفهم الذات والتوظيف والاشراف وإدارة التغير بناء وقيادة فرق العمل .
وكذلك يمكن الاعتماد على مؤشر مايرز بريجز المعروف بتحليل الشخصية بصيغة mbtiوالذي يهدف الى التعرف على المميزات والصفات التي تظهر على الانسان من خلال توجهاته للشخصية وكل ما من شأنه يعمل على تطوير وتنمية المهارات المهنية المطلوبة
المحور الثاني الانتقال من الفعالية إلى النبالة
القيادة هي القدرة على التأثير وتحفيز الأفراد للقيام بأمر ما يوصل لتحقيق الاهداف وتعد القيادة من أهم العناصر التي يجب توافرها في الشخصية الإداري لتكون سببا في تحقيق أهداف المؤسسة بأعلى درجات الكفاءة والفاعلية.
أن القيادة في العصر الحديث تتطلب من القائد أن يقوم بقيادة نفسه اولاَ
وذلك بإبراز قدراته وتميزه وصوته الخاص ومن ثم قيادة الاخرين ومساعدتهم على إبراز قدراتهم وتميزهم وصوتهم الخاص وبهذا تنتقل من الفعالة الشخصية الى النبالة المؤسسية
الأدوار الاربعة للقيادة الحديثة تتمثل في التخطيط ـ التنسيقـ التمكين ـ الالهام
ويعد الالهام أهم مايمثل القائد القدوة للمرؤسين ويحقق ذلك من خلال
1ـ المبادرة وإدارة التغير متبعا قاعدة إبدا بنفسك وكن أنت التغير
2ـ الموثوقية لتحقيق ذلك الجمع بين المهارة والأمانة معا
3ـ العقلانية وامتلاك المشاعر والتعامل مع الجميع بمبدأ الربح للجميع
4ـ حل المشكلات بالتفكير العميق والاختيار من البدائل لتلافي الخسارة
اخيرا اختتمت ورقة العمل بأهم التوصيات والتي كان أبرزها
ــ اختيار القيادات التربوية على أسس علمية ودعم كفاياتهم وقدراتهم لرفع الكفاءة الداخلية والخارجية لمنظومة التعليم
ــ تحقيق النبالة القيادية في قيادة المؤسسات التعليمية بما يتوافق مع عصر المعرفة والثروة المعلوماتية
وكان المدير العام للتعليم بمنطقة مكة المكرمة محمد بن مهدي الحارثي قد أوضح خلال افتتاح اللقاء أن مثل هذه الملتقيات التربوية ماهي الا إضاءات لتحسين وتطوير أداء مكاتب التعليم بمنطقة مكة المكرمة وله الاثر الايجابي على جميع منسوبي التعليم والرقي بمنهجية العملية التعليمية لتكون أداء تطوير وإبداع وتحسين الاداء
كما أبانت وكيل التعليم بالوزارة د/ هيا عبد العزيز العواد أن مثل هذه الملتقيات التعليمية والتربوية لها أهمية في إثراء التعليم في منطقة مكة ومحافظاتها وما يسهم به في الارتقاء بالمستوى العمل المهني والمعرفي، موضحة دور مديرات مكاتب التعليم المحوري بأنهن حلقة الوصل الفاعلة بين إدارة التعليم وبين الميدان التربوي الذي يسعى لتحقق الأهداف التعليمية والتي توال لها وزارة التعليم، داعيةً كذلك مديرات المكاتب إلى أهمية تبادل الخبرات بينهن لتحقيق أهم الإنجازات وأفضل النتائج في العملية التعليمية.