المقالات

مجلس الشورى وتناغم القيادات

 حظيت بزيارة مجلس الشورى يوم الإثنين ١/ ٢/ ١٤٣٨هـ ضمن كوكبة مميزة من الأكاديميات والناشطات الاجتماعيات والكاتبات الصحفيات، بترتيب مسبق أجرته الأكاديمية والكاتبة الصحفية المميزة د.هتون الفاسي؛ بهدف التعرف على التفاصيل الفريدة لأعمال مجلس الشورى.

بدأت الزيارة بجولة في أروقة القسم النسائي باستقبال راقٍ من المديرة العامة للقسم الأستاذة رشا الشبيلي، صاحب ذلك شرح وافٍ ودقيق قدمته الأستاذة المميزة ريم سيف الإسلام عرضت فيه تاريخ نشأة القسم النسائي ومسيرة العمل الإداري فيه ومراحل التطوير، المختلفة والمعايير الدقيقة لاختيار فرق العمل، وتعاونها للوصول إلى أداء مميز حقق الكثير من الأهداف والإنجازات. كما تضمن جدول الزيارة حضور الجلسة 58 من جلسات مجلس الشورى التي ضمت العديد من الموضوعات الحيوية والهامة، تقدمنا إلى المقصورة العلوية المخصصة للضيوف أثناء انعقاد الجلسة حيث بادرنا معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ بعبارات الترحيب، كما أشار معاليه في لفتة كريمة إلى أنه يتابع شخصيًّا ما نكتب في الصحف وما نقدم من مشاركات في خدمة المجتمع، كما تفضل معاليه باستبقائنا لفترة أطول لحضور عرض بعض الموضوعات التي رأى أنها تهمنا كسيدات وناشطات اجتماعيات، كان لهذه العناية والتقدير أكبر الأثر في أنفسنا فكل الشكر والعرفان لمعاليه.

تلا ذلك جولة ثرية زرنا فيها العديد من القاعات المميزة التي يضمها مبنى المجلس تجلى فيها الإبداع الفني والمعماري والهندسي في أرقى صوره، كما شملت الجولة زيارة للمتحف الذي يضم كمًا هائلًا من الوثائق والصور التاريخية منذ نشأة المملكة العربية السعودية حتى يومنا هذا، شعرنا فيه بكثير من السعادة والفخر، وقد أعطى تلك النماذج بين عبق التاريخ ورونق الحاضر للزيارة طابعًا خاصًا ومميزًا وفريدًا .

تميز مجلس الشورى بتفرد مكاني وعمراني خاص، لكن أكثر ما استرعى انتباهي هو التميز الإنساني؛ حيث تغلب على معظم من التقينا بهم من أعضاء المجلس رجالًا ونساءً روح التفاؤل والحماس والبشاشة والترحاب بزيارتنا وتشجيعهم وتأملهم أن نقدم جميعًا أفضل ما لدينا لدعم مسيرة وطننا الحبيب، إن تعامل الجميع في المجلس بُنِىَ على التفاعل مع الفكر والإنجاز والأداء بعيدًا عن النوع ذكرًا كان أو أنثى، وقد تجلى ذلك في التشكيل المميز للجان مجلس الشورى الذي يضم أربع عشرة لجنة يشترك في رئاستها الرجال والنساء على حد سواء؛ حيث تترأس النساء لجنتين وينوب عنهن فيها رجال كما يترأس الرجال خمس لجان وتنوب عنهم فيها سيدات، وتضم جميع اللجان في تشكيلها نساء ورجال عدا اللجنة المالية اقتصرت على الرجال فقط، كما تتراوح نسبة تمثيل النساء في لجان المجلس من ١٠٪ في معظم اللجان مرورًا٣٠٪، كما في لجنة الشؤون الخارجية والثقافة والإعلام والسياحة والأثار، وأيضًا اللجنة الصحية وصولًا إلى ٥٠٪ في لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب؛ انتهاءً إلى ٦٠٪ في لجنة حقوق الإنسان والهيئات الرقابية.

لقد أعطى مجلس الشورى صورة فريدة لتناغم القيادات المبني على التكامل والدعم، ليت هذا الفكر يسود جميع منظماتنا ونعمل على تمكين الأفضل ذكرًا كان أو أنثى؛ فهو السبيل للبناء الأمثل للإنسان والأوطان قال تعالى:(إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ). كانت زيارة مجلس الشورى تجربة ثرية فيها الكثير من المضامين الإيجابية ستبقينا نتابع كمجتمع واعٍ وناضج جميع ما يطرح من قضايا ومبادرات في مجلس الشورى على وجه الخصوص وجميع ما يطرح من مؤسسات الوطن على وجه العموم؛ لنحدث التكامل المعرفي المطلوب بين المواطن المستفيد الأول والمعني بتطبيق القرارات، وبين الهيئات والمؤسسات الوطنية صانعة القرار؛ لنصل الى العالم الأول فذاك مكاننا .

د. وفاء عبدالعزيز محضر 

د. وفاء عبدالعزيز محضر

استاذ الإدارة التربوية والتخطيط بجامعة ام القرى

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. كلمات جميله تصف الزياره بصوره واضحه افدتينا بارك الله فيكي وسدد خطاكي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى