المقالاتحسن عطا الله العمري

علمتني الحياة (٨)

علمتني الحياة أن الطيبة الزائدة في الادارة والحياة لا تجلب معها لك سوى الآهات ولن تجني من وراءها يا صديقي سوى مسلل من الصدمات ، وأن التبرع الزائد بتقديم النصيحة وعرض الخدمة المبالغ فيه لن تكسب من وراءه غير الألم والتضحيات ،بوقتك وجهدك وراحتك وسيتم مكافئتك بالنكران والطعنات ممن اعطيتهم من وقتك وخبرتك ساعات وساعات.

فكن دائماً متوازناً في تعاملك ولا تبالغ في تقديم المجاملات ، حتى لا تفاجاء أن كثيراً ممن ساعدتهم ودعمتهم ووقفت بجانبهم يوجهون لك من الخلف اشرس الطلقات.

كما علمتتي الحياة أن لا تجامل ابداً على حساب حقوقك ومزاياك ، او تتنازل عن ما كفله لك النظام من امتيازات ، فلا أحد يستحق ان تفّضله على نفسك أو تتنازل له عن جزء من حقوقك المعنوية والمادية مهما كانت المبررات.
وعلمتني الحياة أن أصحاب الوجوه المتلونة والمتذبذبه كثيرون ، وهم في فلك يسبحون فلا تغتر يوماً بابتساماتهم الصفراء ، أو تُخدع بعباراتهم الجوفاء ، فهم أبطال الخدع والخديعة وأساتذة الدهاء والضغينة ، وجهابذة المكر والمكيدة ، وليس يُشغلهم أويُحركهم سوى مصالحهم الشخصية وأهدافهم الذاتية ، ولديهم الاستعداد أن يبدلوا جلودهم كلمح البصر وأن ينقضوا على فريستهم قبل العصر وعليك أنت بالذات قبل صلاة الفجر أو في أي سانحة تسنح لهم صبحاً وظهُر ، ولن يشعروا بالندم ابداً فقلوبهم ميتة وأفئدتهم خواء.

كما علمتني الحياة أن تضع لنفسك مسافة لا تندفع بعدها الى أي أحد كائناً من كان مهما اعتقدت انه نعم الصديق او الزميل والرفيق اذا اردت أن لاتشعر بمرارة النكران وجرح التمرد والنسيان

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى