(مكة) – هيثم محمد
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمة له خلال أعمال المؤتمر السنوي الأول لرابطة “برلمانيون لأجل القدس” تحت شعار “القدس وتحديات المرحلة” : أن الدفاع عن المسجد الأقصى الذي يعد أولى القبلتين، ليس مهمة الأطفال الفلسطينيين العزّل الذين لا يملكون سوى الحجارة سلاحًا، إنما تبني القضية الفلسطينية وحماية القدس، هي قضية ومهمّة كافة المسلمين.
وأضاف الرئيس التركي، أن الطريق الوحيد للسلام الدائم في الشرق الأوسط، هو إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على أساس حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية، ولتحقيق ذلك لا بد أن يزيد المجتمع الدولي دعمه لفلسطين.
وأشار أردوغان أن اغتصاب حقوق الفلسطينيين، أثار العديد من التوترات في المنطقة، وقرارات الأمم المتحدة لم تكن كافية لتلافي هذا الظلم، لأنه لا يتم تطبيق أي من تلك القرارات في النظام العالمي الموجود، الذي يسود فيه قانون الأقوياء وليس القانون على الأقوياء.
وأكد أن في فلسطين، هناك نمط متكرر كل يوم من الاضطهاد، والقهر. للأسف، إن هذا الظلم ما زال مستمرًا طيلة نصف قرن من الزمن، على مرأى ومسمع من العالم كله، ورغمًا عن القرارات العديدة للأمم المتحدة”. مشيرًا أن فقدان الثقة بالمؤسسات والمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، يخلق أرضية يمكن استغلالها من قبل التيارات المنحرفة على غرار تنظيم “داعش” الإرهابي.
وأشار أردوغان أنه ليس من الممكن تحقيق السلام والاستقرار الدائمين في المنطقة، مع استمرار وجود هذه الصورة التي تدمي قلب العالم الإسلامي ذو المليار و700 مليون نسمة، سيما أن مسألة اغتصاب الحقوق المتعلقة بالقضية الفلسطينية، باتت تشكل أساس التوتر الواقع في المنطقة.
وشدد الرئيس التركي على أن الضغوط، والاحتلال، والظلم، الذي يرزح تحته الأشقاء الفلسطينيون، يشكل العمود الفقري للخطابات الأكثر نجاعة المستخدمة من قبل المنظمات الإرهابية التي تغطي وجهها الحقيقي في العديد من البلدان بقناع المفاهيم الدينية. وانطلاقًا من هذا الفهم، فمن غير الممكن تصور إمكانية إرساء وتعزيز أجواء السلام والهدوء في المنطقة، دون معالجة هذا الجرح الدامي في قلب الشرق الأوسط.
ونوه أردوغان إلى أن الأشقاء الفلسطينيين يرزحون منذ عام 1948 تحت وطأة القمع والاضطهاد والتهجير وسياسات التمييز، وقال: “بصراحة، أعتقد أن القضية الفلسطينية هي بمثابة ورقة اختبار أمام مجلس الأمن الدولي”.
واستطرد قائلًا: “ينبغي علينا عدم ترك القدس بمفردها على الصعيدين المادي والمعنوي، وإن شاء الله، فإننا كأحفاد أولئك الأجداد الذين نالوا شرف خدمة القدس على مدار 400 عام من السلام والعدل، ومنحوا المدينة المقدسة آلافًا من الأوابد العمرانية، سوف نستمر كما كنّا في الماضي، تقديم كل الدعم، وبكل الإمكانات المتاحة لمدينة القدس. ولسوف نستمر في الوقوف إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين كلما احتاجوا إلينا، وسنبذل ما في وسعنا للنهوض بفلسطين، والحفاظ على قداسة المسجد الأقصى، وتبديد غمامة الحزن التي أثقلت كاهله”.
وأردف الرئيس التركي: “نتطلع إلى اتخاذ الخطوات الفورية اللازمة لإعادة الأراضي التاريخية التي يملكها الفلسطينيون، فضلًا عن رفع الضغوط الممارسة ضدهم. ولن نقف صامتين حيال الممارسات والانتهاكات التي تقيد عبادة المسلمين وتضر بقداسة المسجد الأقصى”.
وبخصوص مشروع قانون تقييد الآذان المطروح في إسرائيل قال أردوغان : مثل هذه المناقشات التي تعزز الإقصاء وتضع حرية الدين والمعتقد تحت الأقدام لا تفيد أحدًا. لقد أوصلنا مخاوفنا والنتائج الخطيرة التي قد تنجم عن إقرار هذا المشروع إلى المسؤولين الإسرائيليين.