(مكة) – متابعة
دانت وزارة الخارجية اليمنية بشدة “استمرار تهريب السلاح الإيراني إلى ميليشيا “الحوثي-صالح” الانقلابية، وقالت الوزارة، الجمعة (2 ديسمبر 2016)، “إنها اطلعت على ما ورد بالتقرير الصادر عن مؤسسة “كار” لأبحاث التسلح في النزاعات، والذي توصل إلى أن إيران حولت البحر العربي إلى “خط إمداد لتسليح المتمردين الحوثيين”، عبر نقل الأسلحة على متن قوارب من إيران إلى اليمن مرورًا بالصومال.
وأضافت (في بيان، أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية)، أن ما توصل إليه تقرير المنظمة (مقرها بريطانيا، وتمول من الاتحاد الأوروبي) يعزز ويؤكد ما نادت وتنادي به الحكومة اليمنية ودول التحالف العربي من أن إيران تنتهك القرارات الدولية، وتستمر في تسليح المتمردين الحوثيين، الأمر الذي يُسهم في إطالة أمد الحرب، ويُفاقم معاناة الشعب اليمني، ويزيد من تعنت وتحدي قوى الانقلاب لإرادة المجتمع الدولي والقرارات الدولية، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن 2216″.
وأوضحت الوزارة أن ما نشرته تحقيقات فريق مؤسسة “كار” يقدم أدلة إضافية عن تورط إيران في زعزعة أمن اليمن والمنطقة، والإضرار بالشعب اليمني وأمن دول الجوار، ويمثل خرقًا واضحًا للقرارات الدولية. ودعت الوزارة المجتمع الدولي لإدانة هذه الأعمال، مطالبة مجلس الأمن الدولي باتخاذ الإجراءات الرادعة، ومطالبة إيران بالالتزام بتعهداتها، وكف الأذى عن الشعب اليمني”.
وأكد محققون دوليون (في تقرير نشرته مؤسسة أبحاث التسلح في الصراعات/كار) وجود خط بحري لتهريب الأسلحة من إيران إلى المتمردين الحوثيين في اليمن عبر إرسالها أولا إلى الصومال، حيث يستند تقرير المنظمة إلى عمليات تفتيش بحرية تمت بين فبراير ومارس 2016 وضبطت خلالها أسلحة مهربة على متن سفن الداو الشراعية التقليدية.
وسلط التقرير الضوء أيضًا على دور الموانئ الصومالية كنقاط للنقل، وقال: إن السفن الحربية (إتش.إم.إيه.إس داروين) و(إف.إس بروفانس) و(يو.إس.إس سيروكو) صادرت أكثر من 4500 بندقية وقذيفة مورتر وسلاح آلي وقاذفة صواريخ خلال أربعة أسابيع بين فبراير ومارس 2016، وقال جوناه ليف مدير العمليات في المؤسسة المتخصصة في أبحاث السلاح: “يقدم هذا التقرير دليلا يشير إلى أن إيران لها يد في إمداد السلاح للصراع في اليمن”.
وقالت المنظمة إنها حللت صورًا فوتوغرافية للأسلحة التي صودرت على متن هذه السفن خلال عمليات تفتيش تولتها السفينة الحربية الأسترالية “اتش ام ايه اس دارون” والفرقاطة الفرنسية “إف إس بروفانس”.
وأوضح تقرير المنظمة أن السفينة الأسترالية ضبطت على متن سفينة داو متجهة إلى الصومال أكثر من ألفي قطعة سلاح، بينها رشاشات كلاشنكوف و100 قاذفة صواريخ إيرانية الصنع. أما الفرقاطة الفرنسية فضبطت على متن سفينة داو أخرى ألفي رشاش تحمل مميزات (صناعة إيرانية)، و64 بندقية قناص من طراز هوشدار-إم إيرانية الصنع.
وتمت مصادرة صواريخ موجهة مضادة للدروع من طراز كورنيت روسية الصنع، وبحسب التقرير فقد عثرت المؤسسات في اليمن على صاروخ كورنيت يحمل رقمًا متسلسلا ينتمي إلى نفس سلسلة أرقام الصواريخ المصادرة، وتم العثور على متن السفينتين الشراعيتين على بنادق خفيفة مصنعة في كوريا الشمالية وتنتمي إلى نفس السلسلة من الأرقام المتسلسلة “مما يحمل على الاعتقاد بأن مصدرها هو نفس الشحنة الأساسية”.
واستند التقرير إلى عملية تفتيش قامت بها في مارس البحرية الأمريكية، ضبطت خلالها رشاشات كلاشنكوف وقاذفات صواريخ ومدافع رشاشة مصدرها إيران ومرسلة إلى اليمن. ويربط محللو المنظمة بين هذه المصادرات ووجود شبكة لإرسال الأسلحة من إيران إلى الحوثيين في اليمن عن طريق الصومال.