حمد الكنتي

مباراة تمتد الى اسبوع كامل !

 من يشاهد زخم هذه البرامج الرياضية الكثيرة جدا سيعلم حق اليقين ان المباراة لم تعد تسعين دقيقة وانما تمتد بفضل هذه البرامج المتنوعة الى اسبوع كامل يشتد فيه الصراع قبل المباراة واثنائها وبعدها عبر احاديث مكررة في برامج تكرر نفسها لتذكي نار التعصب في قلوب الجميع ! وقد لفت نظري حديث الكاتب الرياضي فواز الشريف  لبرنامج ( بالعارضة ) حينما قال ( نحن كمحللين رياضيين نتفق قبل الهوا حول القضية التي سنتحدث فيها فنتفق ان نثير اليوم موضوع الاعب الفلاني ونهجم عليه ونترك موضوع المدرب الفلاني وهكذا !! ) فتاكدت حينها ان هذه القضايا هي عبارة عن طبخة تدبر بليل لكي تتم اثارة الجمهور ويكسب البرنامج ومذيعه وضيوفه اللمعان والفلاشات الاعلامية والاعلانية . وهذا كله بالطبع يعود لاحقا بالضرر على المشاهد ويثير فيه التعصب خصوصا ان اكثر المتابعين لهذه البرامج هم من فئة الشباب الذين تتم اثارتهم بسهولة . والغريب في الامر أنهم هم نفسهم سيأتونك في وقت لاحق من الموسم الرياضي ليقدمون حملات اعلامية تنادي بنبذ التعصب ! وكأنهم هم ليسوا السبب في ذلك ! وكأنهم في يعيشون في براءة الذئب من دم يوسف ! في حقيقة الامر نحن بحاجة ماسة الى التخفيف من حدة هذه البرامج والتركيز فيها على ما يجمع لا ما يفرق والعناية فيها بكل ما يطفئ نيران التعصب الاعمى ويتفقون على التحليل الحر الخالي من التوجيه نحو ذم هذا او مدح ذاك ! وكل يقول ما يراه صوابا دون شيطنة فلان او فلان ! وهذا بالتأكيد انه امر ليس مستحيلا فمن يشاهد على سبيل المثال المحللين امثال ( غرم العمري – خميس الزهراني ) سيعرف ان امر التحليل الرياضي لازال بخير واتمنى من الجميع الحذو خلف هؤلاء القابعين على قمة الادب في الاعلام الرياضي السعودي .

حمد عبد العزيز الكنتي

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مقال جميل ورسالة نبيلة … ولكن فيما أعتقد أن جمال الكرة في الإثارة والأسبوع الكامل الذي يذكي شهوة المتعة الكروية،إن بين إثارة الجمهور والتعصب شعرة تحتاج من يتقن التصرف معها حتى لا تنقطع، ولو خلت الساحة من الشحن الإعلامي بقصد الإثارة لفقدنا كثيرا من المتعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى