المقالات

شوارعنا الملتهبة

 

في مجتمعنا فقط نصنع من التافهين رمزا ومن المثقفين اضحوكة نتندر عليهم بالضحكات والقهقهات بل والادهى من هذا والامر تركب النكات على صور هؤلاء الاشخاص الذين ربما خانهم التعبير يوما ما ويقف كل الشعب متباهيا بهذا الفتح العظيم الذي استطاع فيه ان يحرج المتحدث او استطاع ان يجد سببا لتفريغ تلك الطاقة النتنة التي امتلاءات بها روحة ونفسه فتجد ان توتير يعج بعبارات كثير ابتداء من الرياضة وانتهاء بالمؤسسات الحكومية وتنطلق عبارة (طارت الجبهة ,وضربة بين العيون …الخ ) اما على مستوى الرياضة فكلمة (حفراوي ,فقراوي ,سيدني …الخ) بل ان كثيرا من القياديين امتهنت اراءهم اشد ما امتهان في قضية( ازمة فكر ) وأخيرا تعج جميع وسائل التواصل الاجتماعي بقصيدة (نحن لا نسكن البيوت) وكأن هناك عالم من المتربصين يقفون خلف فوهات بندقياتهم ينتظرون فقط حتى اذا ما تحدث احدهم اطلقوا عليه رصاص السنتهم .
هنا سألت نفسي لماذا نحن غاضبون دوما ؟ لماذا شوارعنا ملتهبة ؟
نعم نحن ملتهبون جدا ولا يوجد لدينا انصاف الحلول كل حلولنا سلبية بل قد تصل السلبية الى طريق اخر اشد حنقا وظلاما وبعد ذلك تعلونا ابتسامة سخرية اذا ما استطعنا اسقاط شخصا تميز بطرحة او عبر عن رأيه بصراحة وكأننا في سباق لإسقاط الاخرين .
عفوا نسيت كلمة (مع نفسك) اطلقها احدهم في مجتمعنا فأصبحت عبارة مجتمعية يرددها ملاين البشر وأيضا عبارة ( اسحب عليه ) على انها ذات مصدر وموقع نتن الا ان مجتمعنا ساحب السيفون على الاخرين لذا اجدني اتفق كثير مع الوزير الذي قال (انها ازمة فكر ) فعلا لدينا ازمة فكريه كبيرة يجب حلها عاجلا وان استفحلت اصبحنا شعوبا همجية لا تراعي اقل مبادئ حسن الخلق في التعامل .
اعود للرياضة مرة اخرى ما اعلمه يقينا( ان العقل السليم في الجسم السليم )
وهذا ما يفسر اهمية ممارسة الرياضة للمحافظة على الوزن و الوقاية من الامراض ولكن في مجتمعنا نجد ان وقت الرياضة يمارس في المقهى مع نكهات دخان المعسل والسجائر ويعود الشارع الملتهب مرة اخرى في اطلاق الشتائم على اللاعبين والفرق الاخرى والمشجعين ولا تستغرب ان سمعت كلمة (؟؟؟؟ امك او اختك ) ويعزز لذلك الاعلام الرياضي الذي يقتات على ايقاد الحرائق وذر الملح في العيون لا لسبب الا لأن المجتمع يريد ذلك المجتمع يتغذي على مثل هذه الاحقاد وتحطيم الجبهات .
وامر الشيلات ايضا ليس ببعيد عن موضوعنا هذا الفن الذي يمثل ثقافة مجتمع معين فاحت منة كلمات كثيرة نتنة وعنصرية بعيدة كل البعد عن رسالة الفن والشعر السامية وتحولت كثيرامن الشيلات الى تفاخر وتنابز بالألقاب , ةاسأل نفسك ؟ ماذا تقول عن ( اخذ حقة بدق خشوم ؟ ) هل تحتاج كل هذه المساحة من دق الخشوم حتى تأخذ حقك ياهذا في دولة يسودها العدل والحق وتحكيم كتاب الله وسنة رسوله ؟
اخيرا
ان الانتقاد الفاعل والبناء يميز المجتمعات الواعية وهو اول طريق حل المشكلات بملامسة الخطاء وتقويمه بالشكل السليم الذي يعود بالنفع التام على الفرد والمجتمع ولا يدخل ابدا في انتقاد الشخصيات وكيف تتحدث وكيف تضحك وكيف خلقها الله بل ما ينتقد هو العمل ولا ينتقد هكذا جزافا بل يجب ان توجد حلولا من وجهة نظرك تخدم الصالح العام.
اما في المجتمعات الاقل وعيا تتحول الانتقادات الى احد امرين:
الاول سخرية ممجوجة ذات رائحة نتنة لاهدف لها اطلاق الضحكات والقهقهات وإضاعة الوقت في ذلك .
والامر الثاني قد تتحول لبرمجة تشكك الرأي العام بمتخذي القرار في المجتمع مما يتنج عنه زعزعة في الثقة بين الطرفين سواء متخذ القرار او متلقي القرار .
هل مجتمعنا يحتاج الى مصالحة مع النفس ؟
وفي الختام تقبلوا تحياتي وودي

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. طرح جيد ومميز ..ونقد بناء..
    -الثقافه السطحيه تجعل من المجتمعات ..مجتمعات فارغه
    فكريا … متخمه بالترهت ..تنتقد اي شيء
    سواء قرارات رسميه او شخصية او افكار او مشاريع ..
    وتجد الواحد منهم .يتصدر المجالس ينتقذ قرار وزير او كلمة مدير … ولو تطقست احواله تجده يحمل الشهاده الثانويه قسم ليلي على اغلب الظن ..وينتقذ قرارات لجنه اقل عضو فيها يحمل شهادة الماجستير او الدكتراه..
    وحدث ولا حرج …استمر نسأل الله لك التوفيق

  2. ضعف الوازع الديني…وقلة الوعي… وحب الشهرة تؤدي الى التهاب الشوارع

    شاكر لك طرحك المميز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى