أيقنت تماما صحة هذه المقولة بأن للمطر محبًا وكارهًا، وأول الكارهين للأمطار أمانات المدن، فالمطر لو كان رجلا لنُبِذ مثل ما نُبِذ ساهر؛ لأنهما لايجاملان أحدًا، فالكل لديهما سواسية،وحين يهطل المطر بغزارة عالية أو دون ذلك.. تبدأ الأمور تتكشف ويُفضَح المستور على أوسع نطاق .. ففي كل عام نقول هذه نهاية الأحزان مع الأمطار، ولن تتكرر الأحداث المصاحبة مرة أخرى، ولكن يبدو والله أعلم أنها أصبحت مسلسلات متكررة،ويجب أن نتعود عليها شئنا أم أبينا .. فما حصل في جدة يثبت ذلك .. فالأنفاق أغلقت، وأصبح الناس يمارسون السباحة قصدا.. ليس للاستمتاع كما هو حاصل على الشواطئ البحرية، ولكن للهروب والنجاة من الموت الحتمي، والذي لا يعرف السباحة؛ فلابد عليه أن يعي أن الغريق شهيد بإذن الله..يقينا يصدر من قلبه لا مجرد كلام عابر يخرج من شفتيه.
ولا أعرف متى تدرِك الأمانات في جميع المدن أن عدم الاتقان و عدم الجودة في التنفيذ يكون رعبا وألما يدخل قلوب أفراد المجتمع ويجعلهم في قلق وفزع حين تأتي الأخبار بدقة من الأرصاد بوجود تقلبات جوية وتنقل المعلومات والبيانات الظاهرة على شاشاتها للجهات الحكومية المختصة بأحوال الناس في الميدان..فيهب الدفاع المدني مسرعا بوجوب أخذ الحيطة والحذر..وأي حيطة وحذر..؟وأنت خارج منزلك ومعك في عربتك زوجتك وأبناؤك،فأين تذهب أنت وهم حينها؟ فلاينفع التحذير وقتها ولاتنفع الحيطة..وأعان الله ادارة المرور في تحمل عبء منع دخول السيارات في أماكن تجمع المياه الكثيفة أو أماكن المنزلقات..والهلال الأحمر ليته يستطيع الوصول للإنقاذ.. رحم الله البطل فرمان ورحم الله جميع الغرقى.ولا نأمل هذه العام بضحايا جدد لا ذنب لهم.. وخاصة ونحن الآن في بداية موسم الأمطار.
بلدنا ولله الحمد ومن رحمته علينا ليس من البلدان الآسيوية التي تهطل عليها الأمطار أغلب أيام السنة وليس من البلدان التي يبلغ ارتفاع منسوب مياه الأمطار بدرجات قياسية وإلا أصبحنا في كوارث دائمة لا يعلم بها إلا هو سبحانه….فأصبحنا نخشى من هطول الأمطار الغزيرة بل والمتوسطة أيضا..!! فيأمانات المدن المحترمة والقائمة على خدمة الناس.. متى تخبرونا بأن السلامة المدنية في جميع أرجاء الوطن وخاصة وقت نزول الغيث على مستوى عال وبكفاءة كبيرة ..؟ ولا نقول مثل الدول الأخرى وعلى سبيل المثال في دولة ماليزيا أو في إندونيسيا.. ولكن هنا وفي وطنِنا كما هو مشاهد في الهيئة الملكية بمحافظتي الجبيل وينبع.. فاستنساخ تجربة وطنية فريدة شيء جيد ومباح تكراره .. فهل نستبشر بمشاريع مشابهة فعلا للجبيل وينبع فقط وقت تصريف مياه الأمطار.. نأمل ذلك.
عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي
باختصار بلدنا غرقت في الفساد قبل ان تغرق في الامطار…..لكن..
نسأل الله ان يصلح الحال
تمنيت لو عندنا نسخة من رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ
يحقق مع المسؤلين في أمانة جدة …
دائما اتسائل .!! مافي اسم بدل كلمة ( أمانة ) !
مقال رائع جدا ويلمس الجرح
اثابك الله كاتبنا الفاضل وزادكم علماً وحلماً