لست أدري عن مدى مصداقية المقطع المنتشر لرسالة وزير العمل المُقال مفرج الحقباني، أنا لا أحبذ منح الألقاب المجيدة لأي مسؤول طالما أنه مؤتمن على خدمة الناس. رسالة الوزير للعاملين في وزارته لدى خروجه كانت في غاية الغرابة والدهشة، وبدلًا من أن تكون اعتذارًا عن الأخطاء الإدارية المتراكمة على وزارته جاءت على صيغة “حربية صرفه“؛ وكأنه في ميدان معركة يصر فيها على القول أنتم ذيابة ومرجلة ..!! فهل كانت تدار وزارة العمل بهذا الأسلوب وهل كانت انتخاء وتحفيز لمزيدٍ من الضغط على المواطن؟ …
لعمري لقد فشلت وزارة العمل فشلًا ذريعًا في سعودة الوظائف، وكانت كل طرقها القمعية “وبالًا” على سياستها المحليه وازداد الغضب في سوق العمل حين لخص الوزير قراراته بإفراغ السوق من العمالة بحجة السعودة ..
“المرجلة والذيابة” التي بثها الحقباني لاتصلح في هذا العصر، ولايمكن أن تكون هدفًا استراتيجيًّا لوزارة تعول الحكومة عليها آمالًا كبيرة في تخليص المجتمع من البطالة.
الحقيقة المرة التي يجب أن تقال .. لم تتطرق الوزارة إلى أي تغيير جذري في حياة المواطن المهنية، وكانت خلاصة سياستها هي توظيف بنات الوطن في محلات المكياج والعطور وأبناء الوطن على كاشيرات المطاعم والمولات؛ فهل هذا هو المستقبل الواعد لأبنائنا في سوق العمل، ويحق لنا الآن أن نفرد وجوهنا بكلاحة؛ لنتساءل عن تحفيز المهن لشبابنا وأين ذهبت مليارات الريالات التي صرفت على المعاهد والكليات لتوطين الوظائف؟ وأين تشجيع وزارة العمل وتحفيزها لاستقطاب الشباب؟ فهل كانت “الذيابة والمرجلة” لزيادة الضغوط على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي أغلقت أبوابها، وخسر سوق العمل مؤسسات كانت تعمل بكوادر سعودية؛ لأن وزارة العمل أفرغت السوق من العمالة المستقدمة لعمالة غير موجودة في الأصل. ولم تحل ذلك بالبدائل تدريجيًّا ..فكيف نطرد عاملًا مقيمًا دون أن يكون هناك البديل الذي نثق بوجوده في سوق العمل.
أدركنا مؤخرًا أن الذيابة والمرجلة كانت على زيادة دخل الوزارة أولًا وثانيًّا وأخيرًا دون أي نتائج تذكر في حل معضلة البطالة المتفشية بين أبناء وبنات الوطن. اليوم حتمًا لانريد تقارير فارغة عن أرقام وهمية ترفع للقيادة ليصمت الجميع ولانريد مسميات تافهة لوظائف لاتسمن ولاتغني من جوع.
أود أن يصبح ابني بمهنة شريفة يستطيع العيش منها في أي مكان يذهب إليه داخل الوطن أو خارجه. لانريد أن يصبح الشباب والشابات عالة، وأقصى مايحصلون عليه من وزارة العمل وظيفة “تسكيتيه” إن صح التعبير على منضدة كاشير أو أمام لوحة مكياج. نريد تكريمهم لاتكميمهم.
خرج الوزير الحقباني بخاتمة الذيابة والمرجلة التي كان يدير بها وزارة من أسوأ الوزارات في الحكومة؛ لأنها لم تنجح منذ نحو 60 عامًا، ولم تجد المسؤول الذي يعمل على توطين الوظائف بحق وليس بـ”فتونه” الذيابة التي انتهجها الوزير السابق ولم يقدم شيئًا سوى مزيد من الجباية على ظهر المواطن حتى أصبحت وزارة العمل وزارة طاردة وأقصى مالديها ..”زين لقينا لك وظيفة” !!.
اليوم نريد أن يتوجه وزير العمل الجديد إلى توطين المهن وبدلًا من أن نطرد المقيم بالضغط عليه. نعلم أبناءنا مهنته، ونضبط له إيقاع السوق بالتشجيع والمؤازرة ..وقبل كل هذا وذاك يجب أن يملك الفرد في المجتمع روح الوطنية الصرفة؛ ليعرف أن عمله بيده هو جهد وضعته الحكومة له فلا يخذلها بمزيد من العمالة المستقدمة؛ لأن من العيب أن يحصل المواطن على كل الحوافز المادية والمعنوية، ثم يستقدم عمالة ليجلس هو في بيته يتقاضى أجورًا غير مشروعة ويفرض “إتاوات” على العمالة بحجة الاسم ورخصة العمل ولايجد من يعاقبه على ذلك. نريد ذيابة ومرجلة بإسم الوطن لننهض به إلى مصاف الدول المتقدمة وليس ذيابة؛ لنسرق حقه في التنمية لجيل محترف في سوق العمل ..وكفى ..
عبدالله الشريف
لقد لامست جرحا لازال ينزف في جسد الشاب السعودي الذي تسلح بالعلم وبقي على رصيف ذاكرة هذه الوزارة التي لا أعتقد أنها ستحل مشاكل التوظيف بل ستبقى تدةر في نفس الفلك الذي انطلقت منه الحلول المشلولة تماما بل أصبح كما ذكرت طموح هذه الوزارة أن يتوظف الشاب بعد تخرجه من الجامعة أو عودته من الابتعاث قارئ عدادات أو كاشير أو يبقى محلل للمؤسسات أمام جهات السعودة بضمه في صفوف عمالتها وموظفيها براتب متقاعد على فئة ) أ ( وما قاله الحقباني يمثل حقبة كانت مخرجاتها خروجه من الوزارة وعسى تكون العواقب أفضل وإن كنت أشك شكا يقترب من اليقين في حل المشكلة !!
بيض الله وجهك استاذ عبدالله فنحن في دولة مؤسسات وليس ميدان معركة (ذيابه ومرجلة) ابدعت اخي عبدالله وجئت على الجرح