أيد أكثر من 500 شاب وشابة ممن اكتظت بهم قاعات ملتقى اليوم العالمي للتطوع 2016م الذي نظمته المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر السعودي واستضافته العاصمة السعودية “الرياض” تبني المنظمة إطلاق منصة إلكترونية “عربية” للتطوع تكون مظلة وقاعدة بيانات لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر على مستوى العالم العربي في ظل الجهود التطوعية التي ينفذها الشباب العربي ونقل التجارب النوعية وتوثيق جهود المتطوعين ، مؤكدين أن المبادرات التي تقدمها العديد من الجهات ومنها هذه الجمعيات تعتبر مرجعاً للعمل التطوعي على صعيد الدول محلياً ، وأجمعوا على أن تجارب مميزة قدمتها هيئة الهلال الأحمر السعودي في مجال خدمة حجاج بيت الله الحرام وادارة الحشود وكذلك جهود جمعية الكشافة العربية السعودية والدفاع المدني ووزارة الصحة والتعليم والتدريب وغيرها من الجهود التي تكشف مدى الإقبال الكبير على البرامج التطوعية النوعية .
وثمن الأمين العام للمنظمة الدكتور صالح بن حمد السحيباني لهذه الكوادر الوطنية حضورها وتألقها في عرض تجاربها في خدمة العمل التطوعي ، والخروج بعدد من المقترحات والافكار النوعية التي ستكون قيد الاهتمام على طاولة الأمانة العامة للمنظمة والجمعيات الشريكة ، وأكد أن لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر على المستوى العربي تجارب مميزة في مجال تقديم الخدمات التطوعية المتميزة ، منوهاً بجهود الشريك الرسمي للمنظمة بدولة “المقر” المملكة العربية السعودية هيئة الهلال الأحمر السعودي التي تواصل عملاً جبارا ومميزا في تقديم المزيد من برامج العمل التطوعي التي تتنوع كل عام.
وأكد “السحيباني” أن التطوع رسالة سامية تعني التكافل والتعاون والمشاركة والعطاء ولذا كان أحد ركائز التنمية الشاملة ومتطلباً أساسياً لبناء المجتمعات المتقدمة ، حيث أخذ بعداً مهماً لما له من أهمية في رفع معاناة المحتاجين والمنكوبين ، مضيفاً أن العمل التطوعي هو أسلوب تكامل فعال بين ما تقدمه الحكومات من خدمات جليلة وبين ما يشارك فيه الأفراد من أعمال تطوعية لأنه “الثالوث” المكمل للقطاعين الحكومي والخاص التي تبنى عليها حضارة الدول إضافة إلى كونه رافداً من روافد التنمية.
وأستشهد “السحيباني” بالرؤية السعودية (2030) التي تستهدف ضمن أهدافها رفع مساهمة القطاع الثالث غير الربحي في إجمالي الناتج المحلي من 1% إلى 5%، والوصول إلى مليون متطوع في القطاع الثالث مقابل 11 ألفا الآن. مشيراً إلى أن ذلك يستلزم المزيد من الاستثمار في برامج تأهيل المتطوعين. مشيرا الى ان الميدان يتسع للجميع للتسابق في الميدان الذي يتسع للجميع ، والعمل على استجلاب المتطوعين المميزين والرفع من جودة التطوع فالتطوع ليس لكل أحد حتى وان كان يعمل فيه كل احد، ويأتي هذا الملتقى كأحد أهم الأدوار التي تقدمها المنظمة لهذا الوطن الكريم لتحقيق هذه الرؤية بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر السعودي واستقطاب المتطوعين للمشاركة في بناء مختلف الجهات. منوهاً ببرامج الهيئة التطوعية لخدمة حشود “ضيوف الرحمن” الأكثر فعالية ومساهمة في تخفيف الأعباء المالية وغيرها من الخدمات المجتمعية والانسانية، وفتح المجال للأفراد لتحقيق رغبتهم الطموحة في التطوع مع الهيئة .
وكشف “السحيباني” أن المنظمة تحرص على جودة العمل التطوعي ونوعيته ، وهي تعمل حالياً مع إحدى الجهات المختصة لتنفيذ برنامج لتأهيل فرق من المتطوعين للعمل في المهمات الإنسانية في حالات الطوارئ والكوارث والأزمات بكفاءة عالية، ودراية كافية بالقانون الدولي الإنساني، مع ضمان انسجام عملهم مع معايير الحركة الدولية للصليب الأحمر، وتزويدهم بـ “بطاقة عمل” ورخصة دولية بعد اجتيازهم البرنامج التأهيلي للحصول على شهادة “المعايير الدولية للعمل الإنساني التطوعي” من مستفيدي الجمعيات الوطنية ومنظمات العمل الإنساني، والراغبون في العمل التطوعي تحت مظلة المنظمة .
وفيما نبه “السحيباني” الى حدوث بعض التراجع للعمل التطوعي في بعض الاوقات في بعض المجتمعات العربية بعد الأحداث العالمية المعاصرة ، فقد ناشد المنظمات العربية إلى عقد مؤتمر دولي عربي ترتكز محاوره على : كيفية تفعيل الأعمال التطوعية النوعية ، وتقديم التجارب الواقعية البعيدة عن التنظير ، مشيراً إلى أن الأمانة العامة للمنظمة قد بادرت بإجراء دراسة ميدانية استكشافية لمعرفة الاساليب الفاعلة في جذب المتطوعين واستقطاب المميزين منهم وقد قطعت حيال ذلك شوطاً كبيراً، مؤملا ان تنتهي بعد شهر من الان ان شاء الله، لاستثمار نتائجها في الرقي بالعمل التطوعي العربي .
وفي ذات السياق ، أجمع كلاً من الإعلامي المعروف الدكتور نجيب الزامل والدكتور ضياء الدين با مخرمة عميد السلك الدبلوماسي العربي في جلسة “الدبلوماسية والتطوع” التي أدارتها فوزية الحربي من التدريب التقني والمهني للبنات على ضرورة إدراج مفاهيم العمل التطوعي في المناهج الدراسية بدءاً من مراحل التعليم ما قبل الجامعي نظرياً وتطبيقها في المراحل الجامعية ، منوهين بدور العديد من الكليات الجامعية وكليات التدريب التقني التي كانت سباقة إلى تنفيذ مبادرات نوعية في التطوع ، وعبروا عن سعادتهم للتعاون مع تلك الجهات الأكاديمية والتدريبية لبناء الشراكات التي تخدم توجهات المنظمة في التطوع على المستوى العربي ، مؤكدين أن الميدان المحلي والعربي يتسع لكل ما هو جديد في هذا المجال الذي ما زال يحتاج إلى الدعم اللوجستي.
وأيد “المتحدثون” في جلسة “التجارب التطوعية المتميزة” إعلان الأمانة العامة للمنظمة عن قرب إطلاق “منصة” إلكترونية تهدف إلى نشر ثقافة التطوع عبر العديد من الوسائل الحديثة والسعي الجاد نحو ربط المتطوعين بعد استقطابهم بالاحتياجات التطوعية المناسبة لهم وبناء قاعدة بيانات عربية عن المتطوعين وتخصصاتهم ، معتبرين أن هذه المبادرة ستسهم في غرس مفهوم روح التطوع والشعور بالمسئولية عن الجيل العربي الجديد ، إلى جانب أن هذه المنصة ستكون محطة لنقل التجارب العربية الناجحة في الأعمال والبرامج التطوعية بين مكونات المنظمة من جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر .
يذكر أن ملتقى اليوم العالمي للتطوع هو أحد الجهود التي تتوحد فيها رؤى المنظمة وهيئة الهلال الأحمر السعودي تجاه الساحة المحلية والعربية، حيث اشتمل الملتقى على ثلاث جلسات حملت عناوين “الدبلوماسية والتطوع” التي شارك بها كلاً من الدكتور ضياء با مخرمة عميد السلك الدبلوماسي بالرياض ،سفير جمهورية جيبوتي لدى المملكة العربية السعودية ، والإعلامي ورائد العمل التطوعي د. نجيب الزامل رئيس “جمعية العمل التطوعية” السعودية ، وفوزية الحربي مدير العلاقات العامة والإعلام بالتدريب التقني للبنات ، وجلسة “التجارب التطوعية المتميزة” التي جمعت منصور البطي أمين عام لقاء الخميس، وناصر العيسى الرئيس التنفيذي لأجيال السعودية ، ومصعب فؤاد رئيس منصة رواق ، والإعلامية نرجس العوامي ، وكذلك جلسة “الإعلام الإنساني والتطوعي” التي تحدث فيها الناشط الاجتماعي محمد النحيت ، ومحمد الموسى رئيس نص للكتابة الإبداعية ، وهاشم داغستاني مدير تطوير الأعمال والبرامج الريادية بمجتمع جميل ، والإعلامي عبدالرحمن العابد ، فيما كان الملتقى برعاية مطاعم الرومانسية ، والمقبل الخيرية ،و(آي في تيم) ، وتقديم المذيع يوسف الغنامي.