تم مؤخرًا تداول موضوع شغل أهل مكة من محبي الفول على وجه الخصوص. وهو موضوع “تلوث الفول ببقايا براز آدمي“.
وقد كثر اللغط حول هذا الموضوع تحديدًا بين الأهالي في مكة. كيف لا وطبق الفول يكاد يكون العامل المشترك بين فئات المجتمع المختلفة كبيرها وصغيرها غنيها وفقيرها. فمن منّا لم يستمتع بطبق فول ساخن صباحًا كوجبة إفطار أو مساء كوجبة عشاء. ومائدة رمضان التي لاتكتمل أركانها إلا بوجود السمبوسة، والشوربة، والفول، والسوبيا. الخلاصة: إن الفول هو ضيف دائم على موائدنا في أي وقت. وحين ينتشر خبر مفاده أن أحد محلات الفول ذات الشعبية العالية بمكة تبين أن جرته ملوثة ببقايا براز آدمي؛ فلك أن تتوقع حجم اللغط والمشاعر الإنسانية المختلطة بين اشمئزاز وقرف وسخط، وغضب وتساؤلات عن من هو المسؤول عن هذا؟ وكيف حصل وماهي العقوبات التي يجب أن توقع على المتسبب؟ وتم تداول صور ومقاطع على جروبات الواتس اب وأحاديث المجالس التي اختلطت مابين تحديد من هو صاحب المحل وهل له فروع أم لا؟ وهل يجب سجنه أم توقيع غرامة مالية أم ماهي العقوبة المثالية؟ ناهيك عن عبارات السخط والغضب بالاستهتار بالصحة العامة للناس والأمانة في البيع والشراء، والمحافظة على مستوى نظافة عالٍ. وتساؤلات عن دور أمانة العاصمة المقدسة في ذلك؟ إلا أنه حتى التصريح الرسمي المتداول عن لسان الناطق الرسمي لأمانة العاصمة المقدسة والمسؤول عن الصحة العامة، والذي يفترض به أن يطمئن الناس ويشرح لهم حقيقة ماحدث بشفافية ودون مواربة. مع توضيح الإجراء المتخذ. جاء البيان المبهم؛ ليزيد من الحيرة ويجدد اللغط. عتابي على هذا التصريح تحديدًا من قبل أمانة العاصمة المقدسة له أسبابه.
ففي رأي المتواضع كان ينبغي أن تصدر بيانًا يوضح للناس فيه المعلومات التالية:
1- اسم الميكروب المعزول علميًّا، ويسمى بمسماه إن كان الإيشريكية القولونية أم غيرها من أفراد عائلة البكتيريا المعوية.
Name of the bacteria is it E. coli or other bacteria from Enterobacteriacae family
2- التعداد الحيوي للخلايا البكتيرية في الملي ليتر الواحد إن تم عزلها.
Number of viable bacterial count by cfu/ml
3- هل كان التأكد من الوجود الميكروبي كخلايا حية أم بقايا البكتيريا كالحمض النووي أو سمومه البكتيرية.
Is the bacteria been isolated or just detect its products such as DNA, endotoxin or exotoxins
4- الحد المسموح بتواجده كمحتوى بكتيري، ويكون آمنًا للاستخدام الآدمي (فمن المعروف أن الميكروبات النافعة والضارة تحيط بنا في حياتنا اليومية، وهي متواجدة في الماء والهواء وحتى طعامنا النيّء منه أو المطهو).
The safe level of the microbial count
4- هل تم التعرف على المصدر بالاستقصاء الوبائي؛ فمثلًا هل تم معرفة مصدر التلوث؟ هل هو مستوى النظافة الشخصية المتدني للعامل أم أن الفول كان مسقي بمياه مجاري أم أن التلوث هو من الماء المستخدم للطبخ أم فعلًا لوجود بقايا براز آدمي -لاسمح الله-.
Source of the bacteria and how it transferred to the food
5- الإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات كإجراءات وقائية وتصحيحية، وكذلك الإجراءات الجزائية والغرامات، والعقوبات المترتبة على الاستقصاء لهذه الحالة.
6- كيف يمكن للمواطن التأكد من نظافة الأغذية مستقبلًا، وتفادي تكرارحدوث ذلك ماهي الإجراءات التي يجب عليه اتباعها.
هكذا بيان يحتوي على كل هذه المعلومات كان من شأنه أن يبني جسور الثقة بين المواطن وجهاز أمانة العاصمة المقدسة الرقابي فيما يخص الصحة العامة والبيئة ويزيدها متانة. وكان سيوضح كم الجهد والحرص المبذول من قبل العاملين في الجهاز، وهم بلا شك متخصصون وعلى درجة عالية من الكفاءة، وكنت أتمنى أن يتم إصدار البيان الرسمي بشكل مقتضب يوضح أن العمل جار للاستقصاء عن الحالة، ومن ثم بعد اكتمال المعلومات يتم إصدار المعلومات المدرجة أعلاه. فالمواطن العادي وإن لم يكن متخصصًا في علم الكائنات الدقيقة أو علم البيئة أوالصحة العامة بإمكانه بسهولة تمييز المعلومة الصحيحة المبنية على أسس علمية من الكلام غير المنطقي أو المبهم. وتزويد الناس بالمعلومة يمكنهم من القراءة والبحث مثلًا عن البكتيريا ونوعها وغيرها من معلومات، فنكون بذلك قد ضربنا عصفورين بحجر واحد. اكتسبنا ثقة المواطن في مدى كفاءة ومهنية العاملين وشفافيتهم بالأمانة، وقدمنا معلومة تثقيفية صحيحة للمجتمع. وكنا اختصرنا كم اللغط والمشاعر السلبية، وسيل الدعوات والشتائم غضبًا وسخطًا من المواطنين. كل المطلوب كان “شوية وعي” من المسؤول ومن المواطن.
د. عبير بنت عبدالرحمن برهمين
عضو المجلس البلدي بمكة المكرمة
أستاذ علم الكائنات الدقيقة الطبية المساعد بكلية الطب بجامعة أم القرى
مقال رائع ومتميز ويصب في الدفاع عمن لا صوت لهم و في ذات الوقت يقدم النصح وبكل أمانة للأمانة
بما انك عضو في المجلس نود معرفة الإجراء الذي اتخذه المجلس وخصوصا صحة البيئة؟
دكتورة عبير الله يرحم والديك لم يصل مستوي صحه البيئه بأمنه منطقه مكه المكرمه أن لم تكن كل الأمانات بالمملكة للمستوى الذي تتحدثين به وعنه انتي تتكلمين بمنطق علمي واعي ومتخصص للأسف الأمانات ليس لديها كفاءت بالمستوى الذي تتحدثين عنه كلهم كم مراقب صحي والله اعلم بتخصصاتهم لم يصلوا لمستوي الإصحاح البيئي الذي تتحدثين
عنه تحياتي لك ولكل غيور على بيئه الوطن و صحه المواطن .