وهــج
الحلم حق مشروع لكل من انتمى لبني البشر ، أن تحلم مستيقظا يعني أن لديك أمنيات تود تحقيقها ..إن أردت أن تبقى حيا حياة حقيقية لاتقتصر على قلب يضخ دما فلك أن تحلم ، اجعل لنفسك أمنية تريد تحقيقها ..حلم يبدأ كفكرة في رحم عقلك المبطن يبذر كبذرة ثم ينمو مستقيا زاده من مكنون عقلك و خزين أفكارك ، إن تركته سجين عقلك و وجدانك فقد وأدته قبل أن يولد و جعلت من وجدانك قبره الوثير .. أما إن أردت له مخاضا فذاك شأن يمنحك وليدا لم تنجبه احشاؤك بل حنايا عقلك ، هاهو طفلك بين يديك، حلم جديد ..
سأظل أحلم مادام ذا الخفاق ينبض من جديد ..
و تطير أحلامي بعيدا والحلم فجر و شمسه طفل وليد ..
حلمك الوليد الجديد له عليك أن ترضعه و تغذيه و تعتني به و تدلله ليكبر ويصبح هدفا ،و حينها لن يكفيه الدلال و العناية بل عليك تحديد خطة لإطلاقه و استراتيجية لتنفيذه و فترة زمنية لجعله واقعا
..تربية أولادك تربية صالحة ماهو إلا حلم ثم هدف و إنجاز. . حفظ القرآن. . تحقيق درجة علمية .. تأليف كتاب .. استرداد حق.. عمل خيري.. او تطوعي .. إقامة مشروع مالي.. مزاولة مهنة .. تقلد منصب رفيع .. إنجاح أسرة .. جمع شمل العائلة .. اختراع علمي جديد .. منهجية لعبادة الله و نشر دينه .. نظام للحصول على وزن معين .. رضا الوالدين ..
كلها أحلام و أحلام صغرت أم كبرت.. هي أحلام كل منها وفق رؤية صاحبه و ميوله و قدراته ..
احلم و لكن لاتسن لحلمك نتوءات تؤذي بها غيرك ،هذب وليدك فلا تطلقه ليجمح و ينتهك أحلام الآخرين، حققه بعيدا عن الأنانية و الحسد، فبعض الناس تضيق به الدنيا فيسرق حلم غيره أو يفسد عليه تحقيق هدفه ، و لهذا فالحلم المشروع لك كمسلم هو الحلم الذي تكون وسائله شريفة كغاياته و بركته تستقى من ركعتي الليل و المدامع تسكب تطلب العون من الباري.
و الحلم أمنيتي و قد بك واقعا..
إن حولته هدفا يحفه ساعدي
فشاهد التاريخ غدا نجما ساطعا. .
ببذل المدامع والله خير مساعد
كل ماحولك من تسهيلات كانت أفكارا حامت و تعملقت و تمخضت أفعالا .. اتخذ لنفسك حلما يجعلك تتشبث بحبل الحياة فيظلك وهج يسافر دفئا في حناياك و يبعث نشوة في ثنايا حياتك و حبورا على محيطك ..
كم من حالم غدا عالما ..
و كم من صاحب أمنية أضحى حاكما ..
صلاح الدين حلم بقهر الصليبيين و فعل و غاندي حلم فطرد الاستعمار و وحد قارة .. حتى نشر ديننا بدأ كعقيدة و دعوة حتى ملأ النور أرجاء الكوكب .. الحلم طفل معوق إن لم تساعده لن يمشي ناهيك أن يحلق ..
احلم و – احلمي- وأنت طفل و أنت مراهق و أنت شاب و أنت في قمة نضجك و رونقك و أنت في الستين .. الحق الحلم بالحلم حتى آخر أنفاسك .. هكذا تبقى حيا بسعادة و بأمل .. لاحدود عمرية تحكم حلمك ولا قيود تسجن أهدافك ..
حلق مع أحلامك ..
نعم سأحلم نعم سأبقى و لي هدف ..
بلى سأعمل بلى سأصنع مستحيلا
نحو السماء يحلق فكري و بي شغف ..
أرقى بذاتي أنفع غيري ..
أعمر أرضي و أنهل السلسبيلا
د. فاطمة عاشور
مبارك يا توته
ستزدان صحيفة مكة بما ستضيفيه لها أسوة ٌ بالنخبة المتميزة لديهن
فعلا حلمت وتحقق الحلم