همسات الخميس
ومداريم هو الفندق الذي شهدت قاعته الرئيسة فعاليات مؤتمر النور الخامس، الافتتاح فقط كان في مركز الملك فهد الثقافي، ذهبنا إليه تحت زخات المطر في حافلات كأنها الأعلام، أما جلسات المؤتمر وأوراق العمل فقد كانت في الفندق الذي يقيم في المؤتمرون وهذا قد اختصر الوقت كثيرا لصالح المؤتمر.
تتابعت الجلسات كما هي في برنامجها عدا تعديل طفيف، وتتابعت أوراق العمل التي أسفرت عن أبحاث قيّمة جادة وإن كانت لا تخلو من وقفات وهذا شأن أوراق العمل في كل ملتقيات العلم والثقافة، لكن مناقشة تلك الأوراق لا تكون إلا في أروقة المؤتمر حيث يتواطأ أكثر من عقل على الاجتماع حولها وحيث يكون مُنْشِؤُها حاضرا فهو الأول والآخر في ورقته.
سأكتب هنا بعض الوقفات دون تحديد لورقة بعينها أو لباحث بعينه احتراما لغياب الكتّاب والمؤتمرين، وأول وقفاتي مع ذلك الجدل الذي يصاحب نهاية الوقت الممنوح للورقة، عندما يتمسك مدير الجلسة بالوقت ويتمسك الباحث بورقته حتى آخر قطفة، وكان الأولى أن يضع الباحث خلاصة جامعة مانعة مقدّرة على الوقت المخصص فينهي خلاصته مع انتهاء وقته أو قبله بقليل.
وهناك وقفة أخرى مع ذلك المرور العاجل على قضايا جوهرية مثل قضية الأدب والثقافة والعلاقة بينهما التي كانت بحاجة لمزيد من الأوراق أو ربما كانت تستحق دورة قائمة بذاتها من دورات مؤتمر الأدباء، ومثل ذلك يقال عن الأوراق التي مست شغاف الوطن ومسؤوليات الأدب تجاه الوطن والتربية الوطنية، هي أيضا بحاجة إلى أكثر من جلسة بل بحاجة إلى دورة من دورات مؤتمر الأدباء القادمة.
ومن النصائح التي أنصح بها دائما (في هذا المؤتمر وفي غيره) ألا تكون التوصيات إلا من داخل أوراق العمل، ذلك أن آليات المؤتمر (أي مؤتمر كان) تبنى على موضوع ومحاور وأوراق عمل تنتهي بتوصيات يتم قبولها أو رفضها في جلسات المؤتمر الختامية ثم تصنف بين توصيات للمؤتمر القادم، وتوصيات للمؤسسات الثقافية والأدبية الميدانية، وتوصيات لصانع القرار الثقافي والله المستعان.
محمد بن ربيع الغامدي