عبدالرحمن الأحمدي

الفساد يحوم من حولنا يا نزاهة !!

نتساءل دائما لماذا تتعثر بعض المشاريع في مدننا .. في أحياءنا.. في شوارعنا.. في كل مكان أمام أعيننا. ونتساءل أيضا لماذا لم تقم مشاريع هنا أو هناك تخدم المجتمع المحلي لأهميتها الماسة ، ونتساءل بالإضافة لما سبق ومن ضمن التساؤلات المشروعة لنا لماذا لم تظهر المشاريع الكبيرة على صورتها المفترضة من الجمال والاتقان والاحترافية في الأداء..؟.

وتطول التساؤلات من حولنا عبر أحاديث الناس يانزاهة..فالكثير لديه من الاستفسارات والاستفهامات ما يكفي أن يوضح الكثير من المسكوت عليه. والدولة – وفقها الله – أنشأت العديد من الأجهزة الحكومية الرقابية للحد من التجاوزات المالية،أوحتى الإدارية،فأنشأت جهاز هيئة مكافحة الفساد،وجهاز هيئة الرقابة والتحقيق وإدارة المباحث الإدارية، والمتابعة الإدارية .. وغيرها من الجهات ذات العلاقة، ويأتي في مقدمتها المحاكم الشرعية بجميع مستوياتها المعروفة.

والمسؤول الأول في كل إدارة حكومية أو حتى أهلية مؤتمن على إدارته بما فيها من ممتلكات.. ومن عُهَد.. ومن مخصصات مالية والتي هي في المحصلة النهائية مساعدة ومعينة من جهة..ومن جهة أخرى للحفاظ على مكتسبات ومقدرات هذا الوطن.. وحقوق للأجيال الحالية والأجيال القادمة.. ولا يحق لكل من وُضِعت به الثقة، وأُوكِلت إليه الأمانة من قبل ولي الأمر أو من ينوب عنه.. أن يعبث بمالديه من حقوق عامة.. ليس له حظ في إدارته إلا الأجر المتفق عليه ووفقا للعقد المعروف مع الدولة. أما أن يَحْلُو للبعض فرضَ بعضٍ من الأعذار الواهية على طريقة: مال الدولة مالي، أو هذا تقدير لمجهوداتي الإدارية الكبيرة في استحلال بعض البنود الرسمية لنفسه، أو في استعمال بعض الأصول لأغراض شخصية.. أو الاستمتاع ببعض الأغراض الخدمية.. فهذا في الأول والأخير من تلبيس إبليس ومن هوى النفس اللاهثة ليس إلا.

يظل الفساد البغيض وأهله مثل الليل الهالك الغارق في السواد .. عكس أصحاب الأيادي النظيفة فوجوههم مثل الصباحات المشرقة الباهية لا يؤنِّبُهم ضمير .. ولا ترمقهم الأعين.. ولا تلوك الألسن بسيرتهم الماضية ووضعهم الحالي المثير للجدل.. ونزاهة تشهد على الفريقين،وهي في المجمل شهادة بشر قد تصيب وقد تخطئ..وتبقى شهادة من لا يُعرف من أمرهم إلا الطاعة المطلقة لخالقهم.. وأصحاب السوء لن يذهبوا بعيدا في الدنيا ولن يذهبوا بعيدا في الآخرة.

وإن كنا نأمل من الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بذل المزيد من الجهود لكشف غموض بعض الأحداث في بعض الإدارات الحكومية.. والسرعة الموفقة في الاستحابة.. ولن نطالب بالسؤال التأريخي العظيم (من أين لك هذا..!؟)،ولكن نطالب بالسؤال البسيط والمتواضع كيف حصلت على هذا؟وكيف تغير وضعك المادي فجأة..!؟ ففي بعض الأمور لا تُصدق المعطيات الموجودة..مع المصاريف المعتمدة.. وباختصار أين الأثر من الاعتمادات المستحقة؟ فما بين جوف السؤال وعمق الإجابة يتضح الكثير والكثير من الخلل والإهمال يانزاهة..ولا نقول سوى أعانكم الله.

Related Articles

4 Comments

  1. يا اخي عبدالرحمن والله ملينا وانا عن نفسي ارى ان كل هيئة رقابة في بلادي بحاجة لرقابة ومن وجهة نظري من لا يستشعر رقابة الله فلا خير فيه لا للوطن ولا للمواطن .

  2. … نعم كثرت اجهزة الرقابة ولكن لم نسمع عن عقاب لشخص مفسد او جهة فاسدة .
    الحل معروف وسهل اذا خلصت النية، ويغني عن الف جهة رقابية.
    الا وهو . وضع قانون صارم وعقوبة صارمة ولنا في الصين، وضبط اكثر من مليار، عبرة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button