عبدالله منور الجميلي

لِــسَــان الــوزيــر … وذاك الأمير!

 ضَـمِــير مَـكّــي 
قبل سنوات حضرتُ حفلاً شعبياً في إحدى ولايات (جمهورية نيجيريا الجنوبية)، الحفلُ كان على شَــرَفِ أمير الولاية، (وهو منصب قَــبَــلي عُــرْفي، لاعلاقة له بالإدارة أو السياسة)؛ باعتبار (نيجريا) دولةٌ ذاتُ نظام فِــدرالِــي!!
المهم جاء (ذاك الأمير) بثوب مُـزركش، له ذيلُ طويل، يحمله من أطرافه مرافقان له، وفي نهاية الحفل خاطب الجمهور، وتحَــدَّثَ إليهم؛ لكن دون أن يُـسمعَ له صَــوتٌ أبداً ومطلقاً!!
لأنّ من عاداتهم (التي نقدرها ونحترمها) أن يهْـمسَ هــو (أي الأمير) بعبارات موجزة في أذن شخص بجواره؛ مهمته أن يتكلم نيابة عنه، مُـفصلاً إيجازَ ما قَـالَـه له من عبارات!!
ذلك المشهد تذكرتُــه والفترة الأخيرة تشهد سقطات لفظية من بعض كبار المسئولين عندنا (أعضاء شُـورى ووزراء ونوابهم)؛ كـحكايات: (دَلَــع مُـتَـقَـاعدي المجتمع السعودي، وأن الإسكان فِــكْــر، والـزعم بأن السعودية ستواجه الإفلاس خلال ثلاث سنوات، والحكم الظالم بأن انتاجية الموظف السعودي لاتتجاوز ساعة يومياً؛ وغيرها من التصريحات التي كان من آخرها حديث وزير العمل الجديد الدكتور علي الغفيص عن خفض القبول في الجامعات)!!
أولئك المسئولون الذين يستفزون المواطنين بتصريحاتهم، التي يعقبها الاعتذار المعتاد والممل منهم بأن كلامهم قد فُهِــم خطأً؛ فالمشكلة من وجهة نظرهم في عقلية المواطنين، وليس في قصور ثقافتهم، وفَـشـل ألسنتهم!
وهنا وحتى لاتتكرر تلك المشاهد التي تصنع الاحتقان في النفوس، أرى أهمية أن يخضع الوزراء وغيرهم من المسئولين لدورات متخصصة في فنون الإلقاء ومواجهة الجمهور والإعلام؛ أو لِـيَـكُــن لكُــلِّ منهم لِــسانٌ خبير فصيح يتحدث باسمه ونيابة عنهم كما يَـفْـعــل الأمير في تلك الولاية النيجرية!!
عـبـد الله الـجـمــيـلـي
تويتر:  @aljamili

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى