إن تطلعاتنا لمستقبل الوطن، مشهد عظيم مع رؤيا المملكة ٢٠٣٠م والسؤال : ما مسؤوليتنا المجتمعية نحو هذه الرؤيا الواعدة من منطلق الإعداد والتطبيق وصولًا إلى ” وطن مزدهر طموح، ومجتمع حيوي” ؟
إن هذا التحول المرحلي يحتاج تكاتف كافة الجهود؛ للاضطلاع بهذه المهمة الوطنية.
و لمواجهة هذا التحدي الذي يُعيد تشكيل قائمة أولوياتنا؛ ليتصدرها إعداد الأبناء، من خلال رؤيا عميقة في كل ميادين التربية، واستغلال طاقات البشر بأقوى محصلة، بحيث تتوافق مع الشريعة السمحة التي تقدم القوي الأمين، والإعداد المتوافق والمتوازي للجموع المشار إليها في قوله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) الآية 60 الانفال.
وفي مجموع اهتماماتنا بكل ما هو عظيم ومثمر للمستقبل، علينا أن نعي بقوة دورنا الأساسي لصناعة الأبطال والبحث عن الإبداعات في أجيالنا، وتوخي العبقرية في تكوينهم؛ لنمهد لهم بمعالجة معارف جمة من مصادر مختلفة، وأن نبحث في داخلهم عن الموهبة والإبداع وننميها، ونتابع سماتها وقسماتها. حيث إن حسن توظيف الوقت منذ مقتبل العمر يتيح لقدراتهم أن تظهر بوضوح ومبكرًا، إنهم أصحاب سمات تنبئ عن وجودهم.
رآها أمير الشعراء سمة لمعلم الأجيال حين قال: ” قم للمعلم وفه التبجيلا … كاد المعلم أن يكون رسولا”.
إنهم وكما يبدو لي من خلال رؤيا شخصية، تلخص بعضًا من صفاتهم:
أولها : إنهم يوظفون الوقت توظيف الإنجاز؛ متهمين بالإضافة.
ثانيًّا : شغلهم الشاغل توجيه طاقاتهم، وتنويع نشاطهم.
ثالثًا : إن لهم رؤيا بعيدة، ورسالة يجتهدون أن يّوصلوها لتستغرق أعمارهم دون أن تتم.
إنهم ملهمون متمايزون مبدعون، هم من تتطلع الأمة إلى أدائهم.
وقد كان هذا جُلّ اهتمام حكومتنا الرشيدة منذ تباشير ظهورها، فتولى الملك عبدالعزيز -رحمه الله-وأبنائه الأفاضل متابعة تلك الفئة، وتتبع ظواهرهم المميزة، كان ذلك من خلال جهود وزارة التعليم منذ عام ١٤١٧ هجرية، إلى أن أصبح برنامجًا وطنيًّا ثريًّا بالاهتمامات والتطلعات تسعى به الجهود، وتعد البنود لتستوفي الرعاية.
ومن أبرز بنودها “توعية طبقات المجتمع بثقافة الموهوبين، وكيفية التعامل معهم”.
وأوصي في ختام سطوري هذه بفتح باب الروابط والصلات بالحضارات ولغاتها، هي في البدء خط دفاع قوى لنا عنهم، وهي أيضا رافدٌ دافقٌ بسقيا تضيف إلينا الكثير، وتعيد صياغة إعداداتنا الحاضرة بتميز …
د. ليلى بابنجي
عضو سابق هيئة تدريس جامعة أم القرى
الفلسفة في الدراسات الأدبية الحديثة ..أدب سعودي
شكرا لصحيفة مكة الالكترونية التي تفاجئنا كل حين بعقول متميزة من المجتمع السعودي الذاخر بالكفاءات
لقد أصبحتم منبرا لاستقطاب أصحاب الآراء النيرة التي تتطلع لخدمة وطنها وأمتها ونرحب بالدكتورة ليلى بابنجي ونشكرها على مقالها الأول و نتطلع لمتابعتها مستقبلا بإذن الله