قبل أكثر من عشر سنوات عندما كنت مديراً للتحرير في صحيفة “المدينة” أهداني الأديب الشاعر الدكتور عبدالله محمد صالح باشراحيل “شاعر مكة” إصداره الجميل “توقيعات“.. كنت أتوقع أني سأجد بين صفحاته روضة غناء من رياض الشعر كبقية إصداراته الماتعة التي سعدت بها من قبل.. لكن تصفحي لهذه التوقيعات وتأملي في مضامينها نقلني إلى عالم آخر من الإبداع الأدبي تجلت فيه قدرة باشراحيل على صناعة نص مختصر وعميق زاوج فيه بين ومضات الفكر وبوح المشاعر .
- توقيعات باشراحيل شيء آخر يختلف عن دواوينه الشعرية ففيها جاذبية أدبية جعلتني على يقين تام بأنني أمام أديب أريب وشاعر فذ ومفكر كبير يستحق أن تضعه في دائرة الإهتمام ضمن عمالقة الأدب وفطاحلة الشعر ، وليس هذا من بنات إعجابي الشخصي بباشراحيل لكنها الحقيقة والدليل أنه حظي بالعديد من الإحتفاء والتكريم داخل المملكة وخارجها على كافة الاصعدة والمستويات ، كما تلقى دعوات شخصية من جهات ومنظمات دولية وألتقى برؤساء وقادة بعض الدول فكرموه ومنحوه العديد من الأوسمة الرفيعة والألقاب الشرفية .
- لكن يبقى لتكريمه داخل الوطن طعم خاص ونهكة مميزة ، كان آخرها تكريمه من وزير الإعلام في ملتقى الأدباء السعوديين الخامس بالرياض الذي رعاه خادم الحرمين الشريفين ، وهذه إضافة كبيرة وهامة في رصيد التقدير لهذا الأديب والشاعر المبدع حتى أنها أثارت إعجاب أهل مكة فعقدوا العزم على الإحتفاء بهذه المناسبة على طريقة “أهل مكة أدرى بشاعرهم“.
- قد تكون هذه المبادرة خطوة رائعة من الوفاء لباشراحيل لكن الواقع يؤكد أن المكرم سبقهم إلى ذلك بخطوات عديدة وأزمان مديدة من خلال وفائه المستدام لأهل مكة خاصة ولرجال الثقافة والأدب والشعر وكل المبدعين في هذا الوطن الحبيب بصفة عامة.. ففي منتداه الشهير “منتدى باشراحيل” الذي يقيمه بمنزله العامر كل اسبوع تلتقي النخب بكل أطيافها الجميلة لتؤطر بطرحها محاور هامة تتلاقح فيها الأفكار النيّرة فتلد ما لذ وطاب من سمو الكلمة ورقي النقاش وروعة التكريم .
- هكذا أراد الدكتور عبدالله باشراحيل أن يكون منتداه ، قمة عالية في جبل عشقه لمكة وإنتمائه لهذا الوطن ، وتلك لعمري من مناقبه التي ترفع – عندي على الأقل – سقف الإعجاب به ، فعندما يفكر باشراحيل بهذا البعد الثقافي فيضع الإعلام بكل وسائله ضمن قائمة النخب الحاضرة لمنتداه دائماً ويقوم بتكريمه بين الحين والآخر فإنه يساهم بجهد عملي وافر في تطوير الإعلام السعودي وتقدير المبدعين فيه .
- وأحسب أن “صحيفة مكة الإلكترونية” وهي تسجل نجاحاتها يوما بعد يوم في الساحة الاعلامية قد لفتت الأنظار إلى هذا التميز ونالت الإعجاب على ذلك التفوق.. فلا غرابة أن تكون الليلة “عروس منتدى باشراحيل” فتحظى بإحتفاء خاص من رجل الوفاء وعرّاب التكريم “شاعر مكة” الدكتور عبدالله باشراحيل ليس لفوزها بجائزة وزارة الحج لأفضل الأعمال الاعلامية للعام الثالث على التوالي فحسب بل لنجاحها أيضا في صناعة الإعلام الجديد بوعي وإبداع وتميز وبالمحتوى الذي يخدم الوطن والمواطن والمقيم في هذه المرحلة الهامة التي نعيشها وفي هذا العصر الزاهر تحت قيادة سلمان الخير خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه .
- فشكراً لمنتدى باشراحيل ولشاعر مكة الذي قال ذات يوم في كتابه “تواقيع” (النجاح قيمة تصنعها القدرة) وكأني به الليلة يجسد هذا التوقيع ويترجمه على أرض الواقع بإحتفائه وتكريمه لصحيفة مكة الإلكترونية ، فهو يقدر وهي تستحق .
- المستشار / صالح العمودي