إيوان مكة

إلى بشّار ـ الذي لا يُهِمُّه الأمر

الدكتور صالح بن سعيد الزهراني

إلـى ( بشّار ) .
إلـى كلّ البراميلِ التي تُلقـي ،
ولا تُبقـي ،
إلى الشبّيحِ ،
والنبّيحِ ،
والقوّادِ ،
والسمسار .
إليكم يا (سليلَ العار ) .

إلـى من باع ( سوريّا) ،
وخان اللهَ والأوطان .
وأحرقَ قلبَ ( داريّا) ،
لكي ترضـى به (إيران) ،
مساءَ النّار .

خرجنا من شرانِقِنا ،
نُبشّر ُ بالغد الآتــي ،
ونعلنُ أنّنا أحرار .

فلم تقبلْ بما نصنع ،
وجئت بجيشِك الجرّار .
يهُدُّ البيتَ ، والمصنع ،
ويقطِفُ بسمةَ الأزهار.
فلن نخضع ،
ولن نحني لك الهامه ،
ولن نركع ،
لغير الواحدِ القهّار .

فصُبَّ جحيمَك الواري ،
على من حاولوا هربا .
ولا تترك لنا ( حورانَ ) ،
دمّر فوقنا ( حلبا ) .
وأعلنها دماً ، وحصار .

ونادِ ( اللاتَ و العُزّى ) ،
و ( جيشَ القدس) ، و ( النُجبا) .
ونادِ (الروسَ) ، و(الأكراد) ، و(الهازار) .
تناسَ ( التُّركَ ) و( العرَبا ) .
فكلُّ فتوحِها شجبٌ ،
وكلُّ فتوحها استنكار .

مساءَ النار ،
يا ( بشّار) .

مضت ( ستٌّ ) بلا سيفٍ ، ولا رمحٍ ، ولا تُرسِ
نصدُّ حُثالةَ الفُرْسِ ،
وخلفَك ألفُ (بوذيٍّ ) ، ( نُصيريٍّ ) و (نصرانـي ) .
لكي تبقى على الكرسـي ،
فلن تبقى ،
ولو كنّا بلا ( أنصار ) .

قلعت أظافرَ الأطفالِ في ( درعا) ،
ومن خمسينَ عاماً لم تزل في أسرِها (شبعا) ،
فأين جنودُكَ الأبرار ؟! .

فخذ ما شئت من دمِنا ؛ لكي ترضى ،
ويرضى ( اللاعبُ النّووي) .
ولكن لن تذوقَ عيونُك الغمضا ،
وشامُ الله فيها (الجامعُ الأُموي) .
وفيها يُولدُ الثُّوار.

وطاردْنا ، وهجّرْنا ،
وسمّمْنا ، وفجّرْنا .
سنُشعلُ ليلنا الداجـي ،
ببسمةِ شعبِنا اللاجي ،
ونعلمُ أنّنا في أوّلِ المشوار .

فلو أنفقتَ ما فـي الأرضِ ،
ما بعنا لك البلدا ،
وجاء العرضُ بعد العرضِ ،
ما خُنّا الدّم الزّاكـي ،
دمَ الأطهار .

فنحنُ على القلاع الشُمِّ ،
في الفجر الذي ينسابُ من (بردى) .
ونحن هنا ، ولو أقنعتَ نفسَك أيها المغرورُ
أنّكَ لا ترى أحدا .
فنحنُ النورُ والنُّوّار
نحنُ الريحُ والإعصار.

سنخرجُ من مواجِعنا ،
أشدّ من اللظى ، وأحدّ من حدِّ الحسامِ
الصارمِ
البتّار .
ونُجري من مدامِعنا ،
بحارَ النصرِ ،
نبني فُلْكَنا ، ونعاكسَ التيّار.

ستُبصِرُنا على الجُدرانِ ،
فوقَ الجدولِ الصّافـي .
وبين الثلجِ والنيرانِ ،
فوق حسائكَ الدّافـي .
وحين تنامُ أو تصحو ،
فنحنُ لديك ،
ليلَ نهار .

لقد صرنا لكم قدّراً ،
ولن تنجو من الأقدار .

سنبقى فوق هذي الأرض ِ
مهما كانت الأخطار .
فنحنُ التينُ والزيتون
نحنُ الصِّبرُ والصُّبّار .

ونعلمُ أنّ هذا الأمرَ يؤذيكا ،
ويؤذي حلف ( خامنئي ) ،
ويؤذي حلف ( أمريكا ) .
ولكن أيها الغدّار.
صباح الثأر .
لقد آن الأوانُ لنا ؛ لنعلنَ أنّنا أحرار .
فنحنُ هنا ،
ولا نحتاج كي نبقى ،
لأيّ ( قرار ) .
فنحن جذورُنا ( مليار) .
وسوف نُبدِّلُ الأدوار
فما للنارِ إلا النّار .
ودم للعار،
يا (بشّار) .

مكة المكرمة 17/ 3 / 1438 هـ .

أ.د. صالح سعيد الزهراني

شاعر - أستاذ النقد في جامعة أم القرى

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى