المقالات

بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية

اللغة العربية مسؤولية دينيا وقوميا لقد اختارها الله سبحانه وتعالى أن تكون لغة اخر الديانات السماوية الدين الإسلامي فالمسلم المتكلم بغير العربية مضطر إلى فهم الإسلام بلغة النص القرأني وقد مرت حركة نمو اللغة العربية وتمدد فعلها في عالم المسلمين بفترات مد وجزر لأسباب كثيرة من ذلك
لغات الشعوب الإسلامية التي تفهم المنظور الإسلامي في العبادات والمعاملات والسلوك بمنظور لغاتها الشعبية .

أضف إلى ذلك الضعف الذي اعترى القومية العربية لتطوير ذاتها اللغوية لتسلل لغة الحضارة المدنية الجديدة إلى اللسان العربي ومشاغلة العرب مع هذا اللسان الإعجمي وتوقف حركة التجديد اللغوي وجمود المعجم العربي في استعمالاته التراثية عند حدود التراث، حتى أضحت اللفظة العربية التراثية فيما قبل مائة سنة تقريبا لا يفهمها الجيل الجديد إلا بالعودة إلى معاجم العربية .

ومن أسباب تأخر العربية عن التطوير والنماء منظومة التعليم العربي من جهة المادة والمنهج والمعلم والقصور الواضح في هذه المستويات الثلاثة عن أداء مهماتها العلمية الناجحة حتى لكأنك أمام عقل عربي يفكر بأدواته ويتكلم بغير لسانه ويسوي في مادة التعليم بين العربي وغير العربي في مشروعاته اللغوية ولم يكن لمجامع اللغة العربية المنتشرة في الوطن العربي ذلك التأثير الملموس على تطوير المفردة العربية والتركيب اللغوي حتى اتجهت هذه المجاميع اللغوية إلى تعريب بعض المنجزات العلمية الجديدة والاحتفاظ بذلك التعريب داخل أضابير تلك المجامع اللغوية مما دفع الأمر إلى أن يستشعر الغيور من العرب هذه المشكلة كما تنبه لذلك خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله رحمه الله الذي أنشأ مركزا لأمور اللغة العربية وحل مشكلاتها والانطلاق بها نحو فضاء الاستعمال العربي الواسع لمعطياتها دون الخروج أو التجاوز على قواعدها وضعا وإعرابا واستعمالا لعل في ذلك مايسهم في حل إشكالية اللغة العربية التي ينبغي التنبيه على مشكلاتها في كل مناسبة تتعلق بمنظومة اللغة العربية كما هو الحال في مناسبة اليوم العالمي للغة العربية
مشهور محمد الحارثي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى