المقالات

جيش ابو شحاطة!!

لااعرف ان بقي في المآقي دموعا تنزف على حلب ام انها تحجرت كقلوبنا .. ولااريد ان اعود الى ماض دفين اختلجته صدورنا في الجولان الأسيرة ..عام 73 ميلادية وصلت قافلة الجرحى من الجيش السعودي البطل عائدة من سوريا الى تبوك ..كان اللواء العشرون والمحمول برا هو اول طلائع جيشنا السعودي الأبي المدجج بالاسلحة الحديثة مع مدافع 155 التي اقلقت اليهود في مضاجعهم قد حققت تقدما عظيما وشرفا بطوليا حين صمد ابناؤه تحت وطأة الخيانة العربية في جبل الشيخ ومن على سفوح الجولان ..كان السعوديين يقاتلون بشراسة ضد العدو الصهيوني في حرب قومية عربية وكانت كل إمكانياتهم وأسلحتهم تحت إمرة العرب من اجل النضال والذود عن سوريا ..لكن سوريا هذه قتلت كل فرحة نصر تقدمت بها الجيوش العربية وخذل “جيشها الواطي” كل آمال النصر حين ترك موقعه بقيادة القذر حافظ الاسد الذي استلم زمام السلطة بتسليم رقابنا لإسرائيل وقتئذ .. عاد ابي من جبهة سوريا حزينا مكسور الخاطر ومصاب بعدة أعيرة نارية كادت ان تفتك به ..لايزال والدي يدرك من ذاكرته بعضا مما حدث ويتحسر على مقتل بعض رفاقه في تلك المعركة و يؤكد ان نيران عربية وراء الإنهزام والانسحاب !!هكذا كان يعمل الجيش السوري في الخفاء منذ ان استلم زمامه حافظ الاسد الذي عاث في البلاد والعباد قتلا وخيانة بأسم البعث الفاسد وزعيمه النمرود ميشيل عفلق فكانت الجولان الطبق الذهبي الذي استلمته اسرائيل كهدية من الجيش السوري مقابل الزعامة لحافظ الاسد الذي استبد بأهل الشام وبدأ في الثمانينات من القرن المنصرم بحماه التي اباد اهلها عن بكرة ابيهم على مرآى ومسمع من العالم العربي والغربي الذي صمت عن المهزله والحرق والقتل طمرا حتى امتلئت شوارع حماة بالجثث واستبدت جرفات المقبور حافظ الاسد في طمرهم بلا هوادة .. ونجح مايطلق عليه للاسف الجيش العربي السوري مرة اخرى في قتل العرب ليرضي اسرائيل حين ترك الباب مفتوحا في مخيمي صبرا وشاتيلا الفلسطينيه ببيروت التي ابيدت تماما وقتل المئات من اهلها في مجزرة صمت عنها العالم وصمتت الامم المتحدة .. قصة الجيش السوري لم تنته بعد لإن الفساد في قيادته متأصل وهو يحتكم لفكر ضال وعقيدة فاسدة همها الاول وأد العرب في كل جبهة قتال ..الجيش السوري اليوم يستقوي على شعبه وعلى اهله وابناؤه بالقتل والتنكيل ويتبجح بذلك بحجة القضاء على الارهاب وهو يعلم تماما انه خائف من هذا الشعب الذي ثار من اجل كرامته وعزته ..سوريا هي رباط الدين وعصمته وان استبيحت من جيشها الخائن.. وحلب التي تنزف جراحا غائرة في صدور الشرفاء لن تموت رغم كل هذا التهجير والوجع القابع في اقفاصنا الصدرية ..نعم نبكي وان تحجرت دموعنا ونتألم وأن ماتت قلوبنا الصدئة ..حلب لاتحتاج منا اليوم الى بطانيات مهترئة ولا الى علب زيت أوأكياس سكر بل تريد ان يتوقف جيش الوطن ان صح التعبير عن غدره ويعود الى ثكناتة وان يدافع عنها بدلا من ان يقتلها ..حلب تريد ان تموت بفخر وليس بحسرة ..السوريون ليس لهم اعداء الا انفسهم فالأخ الذي يعمل بالجيش موكل اليه قتل اخيه في حمص وحلب ودرعا وريف دمشق وهو يعمل ببلاهة منقطعة النظير .. ومن اجل ذلك ضاعت هوية الثورة السورية وبدلا من ان يخرج الشعب من عنق الزجاجة قبع في قعرها ..كنا الى عهد قريب نظن ان الوعي لدى المجتمع السوري كبير جدا لكن ظنوننا خابت ونحن نرى فيهم الكراهية المتأصلة بينهم والضعيف فيهم يسخط حتى من أقدر السماء .. رأينا الكثير منهم بعد ان فروا بجلودهم من مجازر الجيش واصابنا الحزن على ماآلوا اليه لكن الواقع لايحتاج لكل هذه العاطفة الجياشة لإن الكثير من السوريين انفسهم حتى ممن فروا من الحرب والمجازر يحبون خانقهم بالفطرة وحاليا تتعالى بعض الاصوات من أجل بشار الذي استباح دماؤهم واعراضهم …السوريون بحاجة من جديد لترتيب اوراقهم في المهجر فلا القيادة السياسية المهاجرة ولا الجيش الحر الذي يقاتل في عدة جبهات ولا اللاجئين منهم في الوطن العربي يجزمون على وحدة كلمتهم والكل منهم يبحث عن مكتسبات لنفسه حتى افرغت سوريا من اهلها لسيستوطنها الفرس ومن هم تحت مظلتهم .. لاأشراقة أمل في عودة سوريا للحضن العربي وهي تحت إمرة جيشها المستبيح لكل القيم الانسانية لكن هذا الجيش الذي لايملك عتاد جيد ويطلقون عليه “ابو شحاطة” وهو مايعني انه قوي فقط على العزل ولايملك شجاعة المواجهة وهو منذ نحو 40 عاما لم يطلق رصاصة بأتجاه اسرائيل سينتهي الى مزبلة التاريخ بقيادته الفاسدة ..ليس لأنه تمكن من تدمير كل المدن السورية وتهجير اهلها فحسب بل لخيانته للعروبة منذ نحو 45 عاما …ولا نجزم بأنفراجة قريبة لعودة ابناء سوريا الذين اعتمدوا على المساعدات واستكانوا حتى نسوا معاناتهم وباتوا اليوم يعلقون آمالهم على الاخرين في كل شيء وسيفقدون هويتهم مثلما فقدها غيرهم .. لاحل في قضية سوريا الا انقلاب الجيش على نفسه ومن داخله ولن يعيد سوريا الا ابناؤها ..وكفى ….
عبدالله الشريف

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. آللهم أنصر إخواننا المستضعفين في سوريا وفي كل مكان آللهم عليك بالروس والمجوس وأجمع كلمة المسلمين على الحق ونصرة دينك ياارب العالمين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى