المقالات

أسود الشرى وصقور السماء

ما أجمل جنودنا عندما يجاهدون في سبيل الله ، لتكون كلمة الله هي العليا !! وما أروع مرابطاتهم في الثغور بين الصخور والجحور !!! وما أعظمهم من أبطال حملوا أرواحهم على أكفهم ، واستنشقوا عبير الجنات !!! تركوا الراحات والواحات والاستراحات ، وركبوا المتاعب واﻷهوال والمشقات ، هجروا الملذات واستمرؤوا العذابات ، استحلوا الشدائد ، وركبوا المصاعب ، واستهانت أمامهم المتاعب ، أدوا واجباتهم القتالية مستمتعين ، وقاموا بمهماتهم طائعين ، وتفننوا في تلقين عدوهم الدروس والعبر ، وصدوا عن بلادهم الغدرات كالصقور ، فهم في اﻷرض أسود ، وفي الجو نسور ، حماة مهبط الوحي ، ومهد الرسالات ، فهل يستطيع أحد أن يصل إلى شرف أعمالهم ، وسمو منازلهم ، وجلال أقدارهم ، وعظمة إنجازاتهم ؟؟؟!!!
إن مكانة الرجال تثمن بحجم مهامهم التي يؤدونها ، وإنجازاتهم التي يضطلعون بها ويحققونها ، فهل هناك أبدع ممن ترك الزوجات واﻷولاد والمفارش والمنامات ، وأبدلها بالخنادق والبنادق والصقيع وأصوات المدافع والرشاشات والصواريخ والطائرات ؟؟!!
هل يوازن من يحمي بلاد الحرمين الشريفين من غدر الغادرين بمن يحتاج إلى الدفاع والحماية ؟؟!!

فياحماة الوطن ، يا أبطالنا المغاوير ، يا أحفاد خالد وأبي عبيدة وابن العاص : اعقدوا مقاصد قتالكم ؛ ﻹعلاء كلمة الله ، والفوز بالجنة ، والدفاع عن أرض التوحيد ، لتظفروا بالعزة في دنياكم ، والنعيم في أخراكم ، نقوا تصرفاتكم من الهوى والرياء والعجب والخيلاء ، لئلا يصاب قتالكم بالدخن ، وجهادكم العدو بالوهن ، كونوا من النظافة واﻹشراق كنظافة مهامكم ، وإشراق مسؤولياتكم ، إن إخوانكم في بلاد الحرمين الشريفين يلهجون بالدعاء لكم ، ويثمنون ماتقومون به من تضحيات جسام ، وماتواجهونه من أهوال تشيب لها الولدان والغلمان ، وماتتحملونه من متاعب تعجز عن حملها الجبال الراسيات ، فهل يقدر القلم أن يجسد أدواركم ، أو يصف أوضاعكم ، أو يرسم معالم تضحياتكم ؟؟!!
إن جهادكم ليس كقتال غيركم ، فأنتم تجاهدون عن بلاد التوحيد ، وتدافعون عن قدسية الحرمين الشريفين ، فاجعلوا نياتكم القتالية صافية خالصة لله عز وجل ، لتفوزوا بالظفر في الدنيا ، والجنان في اﻵخرة ، إنكم تحملون مع جهادكم مشاعل الهدى ، ومصابيح التوحيد الخالص ، ويحمل عدوكم ظلام الشرك ، ووثنية الخرافات ، وسواد اﻷحقاد ، فهل يمكن أن ينتصر الباطل على الحق ؟؟!! وهل يمكن أن تعلو الخرافات على نور العلم ؟؟!! وهل يمكن أن تطمس وثنية العدو مصابيح التوحيد ؟؟!!

يامن طلبتم الشهادة في سبيل الله ، ليحيا بلدكم باﻹسلام ، وقدمتم أرواحكم رخيصة ﻹعلاء كلمة التوحيد ، وآثرتم الموت على الحياة ، وبذلتم الغالي والنفيس ، ليهنأ غيركم ، ويأمن شعبكم ، وتفتخر بكم قيادتكم : هنيئا لكم الشهادة أحياء غير أموات ، وهنيئا لكم ما قدمتم من صفحات مشرقات ، تسجل بمداد من ذهب على صفحات من نور ، فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم اﻷعلون إن كنتم مؤمنين ، سهرتم الليالي لننام ، وحميتم الحدود واﻷنام ، فما أعلى شأنكم ! وما أرقى أدواركم ! وما أزكى مهامكم ! وما أنبل رسالتكم !

تغطرس عدوكم بالحماقات ، وتحمق بالاعتداءات ، فأذقتموه اﻷهوال والويلات ، طلبتم العدالة وطلب الظلم ، وأردتم عز الشهادة ، وأراد ذل الحياة ، تلافيتم المدنيين ، وهو تعمدهم ، وتحاشيتم المنشآت والممتلكات ، وهو تقصدها فدمرها ، لأنكم دعاة سلام ، وعدوكم دعاة حرب ، أنتم رسل بناء ، وعدوكم رسل هدم ، فأنتم في سمو ، وعدوكم في دنو ، وأنتم في عز المهمات ، وعدوكم في ذل الغدرات ، سيخلد التاريخ أمجادكم ، ويسجل الوطن أعمالكم ، فأنتم – والله – تيجان فوق رؤوسنا ، ومعالم مضيئة في جبين الوطن ، رقص الوطن إعجابا ببسالتكم ، وكبر المسلمون تقديرا لبطولاتكم ، فأنتم تحمون مقدسات المسلمين ، وتذودون عن مهبط الوحي ورسالة اﻹسلام الخالدة ، دخلتم التاريخ من أوسع أبوابه ، ودخل عدوكم من أحلك أبوابه ، سجلتم بدمائكم أمجاد الوطن ، وسجل عدوكم بعمالته الوضيعة عارا لن ينساه التاريخ ، فهل يوازن من يحمل المجد بمن يتلطخ بالعار ؟؟!!
عاهد عدوكم فغدر ، واحترمتم الاتفاقات مع عدو لايعرف معنى القيم ، فهل يستوي أهل الغدر والوفاء ؟؟ فخذوا حذركم من خيانات العدو الباغي ، وتمسكوا بمبادئ دينكم السامي ، ولاتقلدوه بوضيع تصرفاته ، فإنه ليس قدوة لكم ، ﻷنه يمثل الخيانات في عمق ملامحها ، وتمثلون اﻷمانات في أجمل صورها ونماذجها ، تكلؤكم عناية الله ورعايته ، والله معكم … والله الموفق .

عبدالعزيز بن محمد المقوشي 

مشرف التربوي – إدارة تعليم محافظة البكيرية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى