المقالات

قلوبٌ قاسية

كلنا نحب أن يوسع لنا فى أرزاقنا ويؤخر لنا فى آجالنا ، فحب التملك والبقاء غريزتان من الغرائز الثابتة فى نفس الإنسان

فمن أراد ذلك عليه أن يصل رحمه .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من سره أن يمد له فى عمره ويوسع له فى رزقه ويدفع عنه ميتة السوء فليتق الله وليصل رحمه))رواه البزار والحاكم

الكثييرين منا يبتلون بأقارب سيئين يقابلون الاحسان بالإسائة والمعروف بالمنكر ،فهؤلاء هم الخاسرون .

اذكر قصة روتها لى احدى الأخوات وذلك بعد وفاة زوجها الذى ترك لها خمسة أطفال ليس لهم بعد وفاته الا الله

الحياة اصبحت مؤلمة قاسية مسؤوليات وحمل ثقيل جعل هذه الأم تستعين بكبير العائلة ليساعدها فى هذه المسؤولية

وتقبل ذلك بصدر رحب ،وما هو الا وقت قصير  الا واعلن انسحابه وذلك رغبة فى ان يحافظ على علاقة زوجته التى اسائها هذا الوصل فأعلنت القطيعة بالرغم من صلة القرابة التى تربطها بهؤلاء الأيتام ،فما كان من الأم إلا أن أكملت مسيرتها الشاقة مع اطفالها وذلك بمساعدة اناس لا تربطها بهم أى صلة قرابة ولكن هى رحمة الله وعمل الخير الذى كان يعمله الأب الصالح فى حياته إن الله لا يضيع أجر المحسنين ،فثمرة عمله يحصدها أبنائه بعد وفاته   ،

لاشك أن القصص فى قطيعة الأرحام الذين قست قلوبهم كثيرة ، لعلنا نعتبر

المرء إذا زاره قريبه فرد له زيارته ليس بالواصل لأنه يكافئ الزيارة بمثلها وكذلك اذا ساعده فى أمر وسعى له فى شأن أو قضى له حاجة فرد له ذلك بمثله لم يكن واصلآ بل هو مكافئ فالواصل حقا هو الذى يصل من قطعه ويزور من يجفوه

ويحسن الى من أساء اليه من هؤلاء الأقارب .

قطيعة الأرحام موجودة وقد تستمر لسنوات وربما مات أحدهم وبينه وبين اخيه قطيعة ،وربما اصاب أحدهم مرض اقعده

وحال بينه وبين صلة أرحامه .

وأن الذى بينى وبين بني أبى وبين بني عمي لمختلف جدآ

إذا قدحوا لى نار الحرب بزندهم قدحت لهم فى كل مكرمة زندآ

وإن أكلوا لحمي وفرت لحومهم وإن هدموا مجدى بنيت لهم مجدآ

ولا أحمل الحقد القديم عليهم وليس رئيس القوم من يحمل الحقد

وأعطيهم مالي إذا كنت واجدآ وإن قل مالي لم أكلفهم رفدآ ،للشيخ الدكتور عبيد بن سالم العمري

ما أجمل أن نعيش بقلوب صافية متسامحة محبة لبعضها ،أتسائل لما كل هذا الحقد والكره على بعضنا البعض

ولما كل هذه القطيعة خصوصا من أقرب الأقرباء ألا وهم الإخوة والأخوات ،

اللهم أصلح شأننا فى الأمور كلها واربط على قلوبنا وأرزقنا الخير فى الدنيا والآخرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى