حمد الكنتي

روعة مجالس العلماء

يحتار الناس وتتعدد امامهم الطرق ويزداد غشاء الضبابية على قلوبهم ويشتعل لظى السؤال في عقولهم ! فيبحثون عن فضول الاجوبة ، ويركضون نحو المخلص ، الذي سيبدد عنهم شتاتهم ، ويساهم في زوال حيرتهم ، وينير لهم ظلمات قلوبهم ، ويجعل الشمس تشرق على عقولهم ، انه العالم وريث النبي ، والمفتي دليل الحائر ، ومنقذ الجاهل .

يتهكم الكثير على علوم الشريعة الاسلامية ، ويقولون بأنه لا مستقبل لها ، وربما قللوا منها ومن اهلها ، وبخسوا من كل الاعمال المتعلقة بها ، ولكنهم وبمجرد ان يحتارون في امر ما حتى لو كان عابرا تجدهم يركضون نحو جهاز الاتصال ليهاتفوا عالما جليلا ، او شيخا فاضلا لكي يزيل الكثير من الضبابية عنهم ، ويفك لهم شفرة مسائلة فقهية ، او قضية ايمانية كانت تسبب لهم الكثير من القلق والحيرة .

بل وزاد الاعتماد على العلماء بكثرة حتى اصبح البعض يسألهم في كل شيء وهذه طبعا مبالغة لان الله يقول في القران ( لا تسائلوا عن اشياء ان تبد لكم تسؤكم ) ، وفي المقابل ربما علق البعض الاخر اخطائه عليهم حتى اصبح الكثير من الناس يرددون المثل الشعبي الذي يقول ( ضعها في رقبة عالم وامضي سالم ) وكأنهم نسوا الايات القرآنية التي تقول ( كل نفس بما كسبت رهينة ) و ( ولا تزر وازرة وزر اخرى ) فالكل مسئول عن نفسه امام ربه .

الله .. ما اجمل العلماء .. وما اروع حديثهم ، وما ابهى سمتهم ، تجالسهم فتجد الطمأنينة تتسرب الى قلبك ، وتتقاسم معهم الحديث فتجد السكينة تسكنك ، وتعشش كطير سلام في قلبك ، كيفما والله قال فيهم ( انما يخشى الله من عباده العلماء ) بل والله اوصانا بمجالستهم حينما قال ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ، ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ) حتى قال الشافعي جملته الشهيرة ( احب الصالحين ولست منهم لعلي ان انال بهم شفاعة ) .

حمد عبد العزيز الكنتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى