المقالات

حلب.. تئن مثقلةً بالأسى!

** تلعق أرض حلب لحظاتها..ثم ترمي ٦ من السنين!!
إنها الآن بين إنفعال واشتعال !!
لأنها تمشي في موكب ذكرى النكبة
عرس الموت الذي صنع الطاغية لينتقص الأرض
وينتقص سعادة شعب حلب فلا يباركه أحد!!
وتجري الأيام
وأرض سوريا أمام مرآة الإنتظار ملفوفة بصمت الضمير العالمي وبالعتمة!!
غير أن في صمتها وفي عتمتها يتعشعش الجرح
والحرقة والآهات!
**والعالم لايحس بتهجير إنسان الأرض إلى الشتات
وتحول ما يقارب الستة ملايين إلى لاجئين
كما أن هذا العالم يُبقي نفس الحزن في الأعماق
فيصفع الأرض السليبة بلونه الكاسر!
” العالم” ..
سراب عائم على أرض بوار
أما الهيئة العالمية
فلن تكون شيئاً آخر غير شعاع باهت يتدلى على
جدار!
**ست سنوات..
والنكبة تطأ الأرض وتهوي بحلب
إلى أزمنة غريبة حيث حواس العدل أشد برودة
ووعيه يستدرج الإنسانية نحو الهوة السحيقة
وعيناه مثقلة بالسذاجة
وقلبه أقسى من أن يلوذ إلى الواقع المنصف أويحتكم إلى القسطاس!!
**فلله المصاب بفقدك يا حلب ما أفجعه
وما فجعنا بدمارك ما أوجعه
فقد مزقت نازلتك منا الأحشاء وفتت الأكباد وفطرت المرائر و أذابت لفائف القلوب و أرعبت النفوس وألجفت القوائم وصكت الركب
**إنه رزء جسيم
وابتلاء عظيم
وغمة وأسى
وجزع يطبق على مخنق المشاعر
وهو إكتواء يصدع له الخطب بالفؤاد فيصبح مكلوماً تمور به الأرض وتميد وترتج !
وتجتاحه بحار الشجون
فيبكي ويبكي ويولول فيشكو إلى الله مما مسه
اللهم لا تحرمنا خير ما عندك من الصبر لشر ماعندنا من الصياح والعويل
وإن لم تتقبل تعبنا ونصبنا على أشقائنا بحلب وسوريا فلا تحرمنا أجر
المصاب على مصيبتهم
**اللهم بك نعوذ وإليك نلوذ فاجعل لنا في اللهف
إلى جوارك والرضا بضمانك مندوحة الفرج القريب وأن تذكر
“أهلنا أهل حلب”
على طول البلاء
ففقدان حلب يضج له القلب كما طن السهل والجبل!
** فيا لهفنا عليك يا سوريا
يوم وترنا بأعظم الفجائع
وواجزعاه
ووا أسفاه
ووا حسرتاه..
وصدقت الأبيات التي قالت :
قدرٌ قضى فارتج منه كياني
وتفطرت كبدي وشُلّ لساني
وتبدد الفكر الشريد من الأسى
وانهار للخطب السريع بياني
**وقدر الله يلفظ الحرقة على الفوت اللهم إلا التلهف
وينأى العوز إلا بالرجع إليك رب العباد يا قرة أعين
السائلين
واجعل
“شهداء حلب”
بجود منك يتبحبحون في
فراديس نعمة جنتك ويتقلبون في شآبيب رواق نضرتك!!
** بإحساس متواشج من د.عدنان المهنا
جدة .. جامعة الملك عبدالعزيز

عدنان المهنا

جامعة الملك عبدالعزيز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى