علمتني الحياة أن العيش في دهاليز الماضي لا يعيد شيئاً من الشباب ، واستمرار تذّكره يبعث في النفس الحسرة والأسى والعذاب . وأن الماضي ماضي إنتهى وأنقضى مثل السراب، مهما كان فيه من أمجاد وأحباب، وأن الحاضر والمستقبل هو واقع لا مناص منه مهما كنت فيه مشوش قلق و مُرتاب.
وعلمتني الحياة أن تاريخ السنين ، تنتهي بوقتها فلا تعيش دائماً على آثارها وذكراها مهما كانت الأسباب.
وأن كفاح الأولين سيتذكّره الآخرين ولو بعد حين، فقدم جهدك وأخلص في عملك وكن من المخلصين وأولي الألباب.
كما علمتني الحياة أن العواطف والحساسية في العمل مثل البطاطس المقلية لا تعطيك سوى كيلوا غرامات دهون وشحوم غير صحية فأبتعد عنها حتى لا تتسبب لك في صحتك الأذية.
وعلمتني الحياة أن الرؤساء يحتاجون للتحفيز تماماً كما تحتاج انت له، فلا تبخل بكلمة طيبة في حق رئيسك اذا احسن صُنعا، وأتقن عملاً ، ولا تقّعُد له في الطرقات والأسياب ، وعند قارعة الأبواب، وتسلم عليه كمن ينتظر منه الجواب، ولا تشغله بقصتك وقضيتك ومشكلتك كل صبح وكل ظهر واذا صلى معك في المِحْراب.