د. عبدالله التنومي

من هو صانع الحدث ؟

كل تجمع يحتاج إلى صانع له، ومن يستطيع أن يصنع الحدث أو التعامل معه سواء بالاستفسار أو الرد أو المناقشة؛ فهو قدرة قيادية.
وهذه المقومات فرصة؛ لصقل المواهب القيادية
من خلال حراكه في تجمعه الذي هو فيه.
فصانع الحدث شخصية قيادية له قدرة في استيعاب اﻷحداث واﻷشخاص، وتفكيك اﻷلم وإعادته أمل؛ انطلاقا من قول قائد اﻹنسانية العظيم سيد المرسلين:
“تفاءلوا بالخير تجدوه”، بمعنى أن لانوافق إبليس في وساوسه فهو سلبي مهلك ورسول الهدى إيجابي منقذ بأمر من الله؛ حيث قال جل شأنه:
“وماأرسلناك إلا رحمة للعالمين”.
فالترقب والقلق والخوف بالونات شيطانية
علاجها يحتاج إلى هدوء وطمأنينة وسكينة؛ لفهم القياس واﻷثر .
وهذا المفهوم مشاع للرجل والمرأة على حد سواء
فهناك امرأة تحتوي كل هموم ومشاكل وحيرة الرجل، رغم أنه قائد.
وهذه المرأة قد تكون أم أو زوجة أو أخت
فيخرج من الحيرة بقرار، ومن الخوف باطمئنان ومن المشاكل بحلول؛
ولذلك يقال: إن خلف كل عظيم امرأة.
ويستطيع كل ذو لب أن يستخدم عقله ﻹخراج سلاسل من اﻷفكار تعتمد على قاعدة الصبر؛
ﻷن الله مع الصابرين.
ونجد الخلل والخطأ والندم دائما في العجلة
وسبب ذلك وعد أبليس بإغواء بني آدم في الوسوسة له بالعجلة في كل اﻷمور؛ ليقع الخلل ومن ثم الندم.
فكل أمر يقع بعده ندم فاعلم أن خلفه وسوسة شيطان؛ ولذلك يقال: العجلة من الشيطان.
أخيرا من يتحلى بسلاح الصبر يستطيع العيش بسلام، ويصبح مصدر إلهام وطمأنينة لنفسه ولغيره فإني أرى الصبر كالتاج الذي يمتلك ساقين يمشي عليهما، وهي التحكم والسيطرة.
فالصبر يهدي للصلاة وهي الصلة بالخالق؛ لنحصل على كل المقومات الروحية.
ولاننسى توصية الله بقوله جل شأنه: “واستعينوا بالصبر والصلاة”؛
فهذه الوصية ضد توجه إبليس فهو فارغ من الصبر والعبادة.
وكل ماكبر حجم الصبر كبر حجم القياس واﻷثر في الحاضر والمستقبل.
وفقنا الله وإياكم لمايحبه ويرضاه.

عبدالله التنومي
الباحث في أدب التاريخ اﻹسلامي والإنساني_ جدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى