من قبل أن يزيد عدد الجامعات في السعودية، والمجتمع بكل أطيافه، يُطالب في زيادة أعداد المقبولين في كل عام سواءً لدى البنين أو البنات، إذ مازلنا نعاني من عدم قبول الآلاف من الطلاب والطالبات المؤهلين لدخول الجامعات، بسبب قِلة المقبولين، وأيضا مازلنا في نظر كثير من المهتمين لم نبلغ العدد الكبير من الجامعات، بالنسبة لجغرافية بلادنا والتي تُعتبر قارة ..!! فلماذا يُطالب الآن أعضاء الشورى بخفض نِسَب القبول في الجامعات ..؟!
جاءت مطالبة أعضاء الشورى في الجلسة الماضية بضرورة خفض القبول في الجامعات، وضرورة توجيه الطلاب المقبولين إلى تخصصات السباكة، والكهرباء، ونحوها من التخصصات المهنية في كليات التقنية، وممن طالب بذلك من الأعضاء الذي قدم تلك التوصية هو الدكتور هاني خاشقجي، والذي أكد أن الهدف من ذلك إيجاد فرص عمل للشباب، والتقليل من الاستعانة بالوافدين في تلك المهن، مُشيرا: إلى أنه تقدم باقتراح بشأن هذا الأمر ، بالتفاعل مع تصريحات وزير العمل والتنمية الاجتماعية الأخيرة، التي تطالب بتعديل نسب قبول الخريجين في الجامعات، وِفقًا لما جاء في صحيفة الحياة. ويبدو أن أعضاء الشورى مُغيبون أو لا يعلمون عن العدد الكبير الذي يتخرج سنويا من كليات التقنية في مختلف التخصصات المهنية، ولا يجدون لهم مكانًا في سوق العمل !! وهم انخرطوا في تلك التخصصات بناءً على ما يُطرح في وسائل الإعلام وأكثرهم ممن نسبهم ضعيفة، ولا تسعفهم في الدخول للجامعات أما من لديهم نسب ومعدلات عالية جدًا، فهم لا يرضون بغير التخصصات المرموقة كالطب، والهندسة، ونحوها حتى لو كلفهم ذلك الدراسة خارج الوطن، فكيف بهم حينما يُراد توجيههم من قبل أعضاء الشورى لتخصصات مهنية هم يرون أنفسهم لا يصلحون لها، وليس من قبيل أنها من ثقافة العيب ؟! ولذلك وجب على أعضاء الشورى المطالبة بزيادة أعداد نسب القبول؛ إضافةً إلى زيادة عدد الجامعات، ولأن الجامعات مؤخرًا أصبحت تقبل بعض العرب من غير السعوديين، ما قد يضعف ذلك من قبول الطلاب السعوديين !!
وخِتاما .. قبل أن نوافق أعضاء الشورى على مقترحهم ذلك، نود منهم المساهمة بالتعاون مع الجهات المعنية كوزارة العمل بأن يتم توظيف آلاف الخريجين من الكليات التقنية المهنية من مختلف الكليات التقنية في المملكة، والذين يعمل الكثير منهم في مهن بعيدة كل البُعد عن تخصصاتهم التقنية، كموظفي كاشير في بعض مراكز التسويق، ولم نرَ منهم المطالبة بتوظيفهم في مجال تخصصاتهم المهنية، إضافةً إلى أننا نطالب من أعضاء الشورى بأن يطلبوا من أبنائهم، وأقاربهم التوجه لتلك التخصصات في المِهن التقنية، كالكهرباء، والسباكة حتى يلمس الناس منهم العدل بين أبنائهم، وأبناء الناس في الالتحاق بتللك المهن التقنية، وإلا إن أبناءهم يختلفون عن أبناء العوام والرعاع من الناس ؟! ولذلك يسعون بكل ما لديهم من صلاحيات أن يلتحق أبناؤهم بالجامعات حتى لو كانوا كسالى، وكانت نسبهم ضعيفة، وأيضاً لا يتورعون أن يقوموا بإلحاق أبنائهم، وربما أقاربهم، ومن يعز عليهم في الابتعاث الخارجي حتى وإن كان بعضهم غير مؤهلين !! نتمنى من أعضاء الشورى ألا يخلطوا بين من حصلوا على معدلات عالية وبين من حصلوا على معدلات متدنية في الثانوية العامة بعدم دخولهم للجامعات، إذ من حصل على معدلٍ عالٍ ، فلن يرضى بديلاً عن الجامعة وفي أفضل الكليات، وهذا من حقهم، ومن حصل على معدل مُتدن، فهو قد يُقبل بما هو دون ذلك كالكليات التقنية إذا هو رغب، ونحوها ..!! والله الموفق لكل خيرٍ سبحانه ..
ماجد الحربي