تعرض مستشفى جازان العام الذي تجاوزت كلفته 90 مليون ريال لحريق كبير قبل عام تقريباً مما أدى إلى وفاة 25 شخصا وإصابة 123وقد سبقت الحريق الذي اندلع في المستشفى الذي لم يتجاوز عمره الخمس سنوات عدة مؤشرات تحذر من وقوع الكارثة و منها الملاحظات التي دونها مفتش السلامة بالدفاع المدني وبلغ عددها 22 ملاحظة وتسلمها مدير مستشفى جازان العام و كتب في رأس الخطاب عبارة (عاجل جدا) للفت الانتباه لخطورة الوضع و ضرورة التحرك وعدم التغافل ؟!
ومن أبرز ما جاء في الملاحظات تعطل كل من شبكة الإطفاء بالخراطيم ومضخة الحريق وشبكة الإنذار و وجود عوائق أمام مسالك الهروب ومخارج الطوارئ وبعد وقوع الكارثة قام رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بزيارة الموقع والاستقصاء عن أسباب الحريق و كتب تقريرا شمل 17 ملاحظة و أعلن أن الخدمات المقدمة من القطاع الصحي للمواطنين لا تعكس ما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – من اهتمام وما تخصصه الدولة لهذا القطاع من ميزانيات ضخمة، فقد لاحظت الجمعية أن من أسباب نشوب هذا الحريق الإهمال والقصور في المراقبة وغياب التنسيق بين الجهات ذات العلاقة بالأمن والسلامة وإغلاق مخارج الطوارئ وبعض الإجراءات الإدارية والبروقراطية في اتخاذ القرار وتوفير المبالغ اللازمة للوفاء بمتطلبات الأمن والسلامة في أوقاتها كما كان لغياب الرقابة والمتابعة للمقاولين الرئيسين ومقاولي الباطن لتنفيذ هذه الأعمال أثر في عدم الوفاء بالمتطلبات الأساسية لمثل هذه المرافق الخدمية.
وبخلاف ملاحظات الدفاع المدني أكدت الجمعية على أهمية محاسبة المقصرين مشيرة إلى أن هناك 17 من أوجه النقص والقصور في الخدمات الصحية والتي تم رصدها وتأمل من المسؤولين في وزارة الصحة العمل على تلافيها بما يضمن حصول المواطنين على حقهم في العلاج .
وحتى لا تتكرر مأساة مستشفى جازان مرة أخرى نتساءل هل تمت محاسبة المقصرين و هل تلتزم اليوم وزارة الصحة بملاحظات الدفاع المدني و تعمل على علاج القصور والنقص في الخدمات الصحية والتي من أبرزها ضعف التنسيق بين القطاعات الصحية المختلفة و ضعف كفاءة الكادر الإداري والصحي في نسبة كبيرة من المرافق الصحية و قلة الأسِرة مما يحول دون تقديم العلاج والرعاية الصحية اللازمة لمن يحتاجهاو تأخر حصول المرضى على العناية الطبية في الوقت والمكان المناسبين وتباعد مواعيد العيادات والعمليات و استمرار بعض المستشفيات في رفض الحالات المرضية الطارئة، وطلب الذهاب به إلى جهة أخرى.
و الشئ الوحيد المشرق في هذا الحادث الأليم هو توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بتسليم والدة وزوجة وأبناء الشهيد المصري إبراهيم عبدالعزيز القللي وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى وشيكا بمبلغ مليون ريال بعد أن قدم أروع الأمثلة في التضحية والفداء والإيثار على النفس لإنقاذ عشرة مرضى فكان مثالا يحتذى به وقدوة طيبة تؤكد أصل معدنه وطيبة أخلاقه .
0