المقالات

الملك وجينيس

بمناسبة مرور عامين على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ ـ حفظه الله ـ مقاليد الحكم في البلاد وجب على الموسوعة العالمية للأرقام القياسية،في أعدادها المقبلة للعام2017 أن تضعه في صدر القائمة وبشكل مختلف عما عهده قراء موسوعة غينيس من الاهتمام بالجوانب الحسية والمادية في إثارة المتلقي،ذلك أنه الزعيم الوحيد في العالم الذي يعرف كل أفراد شعبه:نسبا،وحسبا،ووسما،ورسما،وسكنا ،فمنذ كان شابا في العشرينات،وهو منكبٌ على كتب التاريخ والتراجم والأنساب،والديار،والآثار، حتى تكونت لديه ثقافة موسوعية متناهية يُعجب بها ،ويَعجب منها كل من أدهشه بموقف شريف: طريف أو ظريف.

وقد تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي بالصوت والصورة بعضا من هذه المواقف التي أذهل فيها الملك محدثيه، وخاصة في بعض زياراته لأبنائه المبتعثين في الخارج عندما يفاجأهم وهم يذكرون عوائلهم،بمعرفته بأدق التفاصيل عن أقربائهم وتاريخ أسلافهم،وقصصهم ،وأخبارهم، وأشعارهم.
وقد حكى لي أحد الأصدقاء المقربين رواية عن أخيه الذي يعمل حاليا ملحقا في إحدى الدول الأوربية، أنه وأثناء فترة عمله بالسفارة السعودية في لندن في فترة التسعينات الميلادية، كان مدعوا على وجبة غداء قد أقامها السفير الدكتور غازي القصيبي تكريما لأمير الرياض آنذاك سلمان بن عبدالعزبز،وأثناء تعريف السفير بكبار موظفيه كان يداعبهم سائلا أنت من القبيلة الفلانية اللي منهم الفلاينة اللي يسكنون في الديرة المسماة واللي من تاريخهم كذا، وكذا….؟!!ححتى يخجل أحدهم من نفسه،لأنه يعرف عن تاريخ أسرهم أكثر مما يعرفون ،ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل كانت لديه ملكة وحدس إنساني يستطيع من خلاله أن يميزالأحوال الاجتماعية والمعيشية للأسروالعوائل،وفروعها،وامتداداتها،وعاداتها،وتقاليدها، وكأنه يعيش بينهم، وقد شاهدت شيئا من ذلك عندما كنا في استقباله في حفل أهالي منطقة مكة المكرمة،إذ كان يسلم علينا في الممر المتجه لمنصة الحفل، ويتوقف عند البعض ،ليسأل عن أحواله،يقبل الطفل الصغير، ويوقر الشيخ الكبير،ويثني على النزيه والوجيه،يخاطب البعض بأسمائهم،والبعض بألقابهم،يصافح القريب منهم ،ويشير للبعيد في تواضع مهيب لملك أدهش العقول،وسكن القلوب قبل أن يسكن في موسوعة الأرقام القياسية.

ناصر السعيدي

‫3 تعليقات

  1. نعم أصبت سعادة الدكتور ناصر السعيدي، فهو عميد المؤرخين ، ومشجعهم وداعمهم، فهو المشرف والراعي لنشاطات دارة الملك عبدالعزيز، وهو صاحب جائزة الملك سلمان لدراسات تاريخ الجزيرة العربية، وهو صاحب عدد من الكراسي العلمية التاريخية ومنها كرسي الملك سلمان لدراسات تاريخ مكة المكرمة، وقد شرفني الكرسي بطباعة كتابي ( الموانئ البحرية الحجازية..) الإصدار (١٦) للكرسي. من هذا المقام نجدد له البيعة والولاء.

  2. نعم هو دكتور له من اسلوب الفهم والتعليم الراقي نصيب وهو المشرف والراعي لنشاطات دارةالملك عبد العزيز والحاصل على افضل جائزه لملك سلمان في دراسات تاريخ الجزيره العربي ويعد من احسن وافضل دكاترت جامعة ام القرى في الحوار واسلوبه الاخلاق مع طالب وطالباته ولا ازيدهو مدحا لسبب ما بلا هو فعلن يستحق المدح والتكريم والشكر له على جهوده المبذوله
    اسأل الله ان يعطيه من النجاح كل ماهو خير ومن التميز ماهو نصيبه وانا يجعل ايامه وحياته محمله بالسعاده والنجاح والخير له ..

  3. ماشاء الله تبارك الله
    نعم هو هذا باختصار جم ، الملك سلمان تاريخ عظيم في الأنساب ومعرفة أصول القبائل في الجزيرة العربية وموسوعة ثقافية غير عادية وكثير ما ابهر الاعلاميين والمثقفين بمعلومات لا يعرفونها .
    احسنت اختيار الموضوع وأتقنت سرد النص

    حفظ لنا بلادنا وحكامنا وولاة امرنا من كل شر ومن كل حاقد وكل جاحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى