همسات الخميس
لن أسكتَ بعد اليوم عن أي انجازٍ يتحققُ لكِ، عن أي تكريمٍ ينالكِ من قريبٍ أو بعيد، عن أي خطوةٍ متقدمةٍ يحملُكِ فيها صاحبُكِ نحو مسافاتٍ أبعد، أعمق أعرض، في دروبِ الصحافةِ وفي مساراتِها ومداراتِها، لن أقولَ شهادتي فيكِ مجروحة ولن يقولَ قائلٌ: لا يمدح العروسَ إلا أمها، فالصحيفة عادة أطول عمرا من كتّابها، باقية أشادوا بها أم صمتوا.
لكن الاعتزاز بنجاح الصحيفة يطيل عمر الصحيفة والكاتب معًا، فالنجاح يعمّق الانتماء والانتماء يدفع للشفافية والشفافية تأخذ بتفضيلات الكاتب نحو الأجمل والأجمل يكسي عظام الورق لحما والأوراق المكتنزة تمنح الأقلام رشاقة وصلابة وهكذا تكون دورة العلاقة، لذلك لا جرح ولا عروس في المسألة وإنما دورة نجاحٍ فحسب.
صحيفةُ مكة تحمل شارةً ليس من اليسير حملها، وتصدر في بلد ليس له من المسلمين إلا التعظيم، وتمخرُ عُباب بحرٍ تتزاحم فيه سفن الصحف الإليكترونية، مختلفة الغايات والمشارب، ولكنه ومن يمن الطالع أن خلقها الأول كان في خميلة تعظيم مكة المكرمة كما قال مؤسسها الأستاذ عبد الله الزهراني ليلة تكريمه في منتدى با شراحيل، ومن يمن الطالع أيضا أن يكون الزهراني على قدر عالٍ من الصفاء كما شهد له بذلك الشاعر الدكتور عبد الله با شراحيل.
تلك الخميلة وذلك الصفاء قد أوردا الصحيفة موردًا عذبًا فشربت وارتوت فنالها التكريم، تكريم في وزارة الثقافة وفي وزارة الحج ومن إمارتي مكة المكرمة والرياض، وتكريم في منتدى باشراحيل الذي أراه واسطة عقد التكريم فالمنتدى مؤسسة ثقافية من مؤسسات المجتمع المدني، لها وزنها الثقافي والمجتمعي، تمنح التكريم وتعزز تكريم الآخرين للصحيفة، ولا أدعى للمثابرة من تكريم جناحاه مدني وحكومي.
محمد ربيع الغامدي