المقالات

كافي صمت..

مكة : نجاة الحربي

أجيال يرهقها التعب ما بين صنوف الحياة! أضاعت هويتها في الوجود تنظر إلى نفسها بقايا اشياء انتهت صلاحيتها تائهة في عوالم إنسانية مبتورة وكأنها لم تكن في يوما من الأيام خلقت ورود يانعة في بساتين الحياة. يدب فيها اليأس والإحباط مرافقهم كظل للنجاح. كل ذلك بسبب ممارسات إنسانية خاطئة مفتقرين إلى الإحساس بالرضا والأمان الذي يحوّل كلّ نجاحاتهم وطموحاتهم إلى التجمد على قارعات الحياة، فتصبح أفكارهم مناطها الانكسار ومغلف بهالة من الأفكار السوداء. فهناك مشاكل جمّة تؤدي إلى ذبول ورودهم المعطاءة. إنهم بناة الأجيال التي ستبني قاعدة المجتمع وعلينا أن نناقش مواضيعهم ونسمع آهاتهم ونحاول أن نجد لهم الحلول.

دعونا نحلل المواضيع من البداية لنجد الحل في نهاية المطاف. لنجد أن لظاهرة التنمر التي يعاني البعض ضدهم ترسم شيء من حياة أخرى لهم بل أصبحت تشكل معاول هدم لا تنتهي.

والتنمر في ابسط تعاريفه

شكل من أشكال الإساءة والإيذاء موجه من قبل فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة تكون أضعف (في الغالب جسديا)، هي من الأفعال المتكررة على مر الزمن والتي تنطوي على خلل (قد يكون حقيقيا أو متصورا) في ميزان القوى بالنسبة للطفل ذي القوة الأكبر أو بالنسبة لمجموعة تهاجم مجموعة أخرى أقل منها في القوة. يمكن أن يكون التنمر عن طريق التحرش الفعلي والاعتداء البدني، أو غيرها من أساليب الإكراه .

يشار إلى التنمر أيضاً في المدارس وأماكن العمل بالقرين المزعج.

وبالعامية، غالباً ما يوصف التنمر في كثير من الأحيان على أنها شكل من أشكال المضايقات التي يرتكبها المسيء الذي يمتلك قوة بدنية أو اجتماعية وهيمنة أكثر من الضحية. أحياناً ما يشار إلى ضحية التنمر على أنها هدف. يمكن أن يكون التحرش لفظي وجسدي أو نفسي. أو حتى العاطفي في بعض الأحيان، يختار المتنمرون أشخاص أكبر أو أصغر من حجمهم. ويؤذي المتنمرون . من هنا نجد أن كثير من يعانون لمثل هذه التصرفات التي قد تصنع منهم شخوص إنسانية مهزومة الروح وبالأصل نجد أن الشخص المتنمر هو في الاصل ضحية التنمر (مثل، الطفل المتنمر الذي يساء إليه في المنزل، أو المتنمرين البالغين الذين تعرضوا للإساءة من جانب زملائهم)من هنا قامت العديد من الدارسات التي تناقش هذا الامر حتى لا يتفاقم ويعد نموذج يحتذوا به الاخرون.

وعلى سياق الأمر قامت الدكتورة إيمان الشمري بجامعة الكويت بمبادرة وطنية تفاعلية للحد من التنمر وهي عبارة عن تصوير

فيديو لدقيقة واحدة يعبر فيها المشارك عن ظاهرة التنمر بمختلف الصور التربوية منها او الحياتية ليعبر فيها بصوت مرتفع لمثل هذه التصرفات التي تحد من الطاقات الإبداعية بداخل كل شخص تعرض لمثل هذا التصرف . وقد جندت للمسابقة جوائز قيمة تقديرا لحجم المشاركة بمختلف الفئات العمرية والاجتماعية بقيمة 13 الف ريال سعودي .كل ذلك من أجل تحفيز جميع الشرائح المجتمعية في جميع أقطار الوطن الخليجي.

برأيي يجب إحداث مراكز ومبادرات تخصصية لمثل هذه المشاكل والتي يعمل بها مختصون بالعناية النفسية والاجتماعية والتربوية. تقف مع هذا الجيل بالإرشاد من جميع الجوانب الإنسانية وإزالة العوائق المترافقة من نعومة أظافره وإرشاده بطرق نفسية علاجية واضحة وبهذا نكون قد أعدنا حراثة الأرض بأسس مدروسة وأعطيناها السماد اللازم أن تأخذه منذ أعوام لتنمو ثماراً فائضة بالرقي ولخلق جيل جديد مملوء بطاقات ايجابية مزروعة به بذرة المحبة خالية من تراكمات رافقته طوال حياته حتى يصبح لدينا جيل مغمور بالطاقات الايجابية التي تفيض على حياته وتشع على المجتمع بأكمله .

ملحوظة رابط المبادرة

http://instagram.com/kafi_enough

 img-20170106-wa0001

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى