اختص الله بلده المعظم مكة المكرمة بخصائص كثيرة منها نبع زمزم الدفاق الذي ورد فيه أنه من ماء الجنة، وأنه “لما شُرِب”.
في عهد المغفور له -بإذن الله تعالى- خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله برزت فكرة إنشاء مصنع لتعبئة وتجهيز ماء زمزم بطريقة علمية وعملية تُسهل الحصول عليه مع ضمان كونه زمزمًا؛ خصوصًا مع ما شاع تلك الأيام من الغش فيه من بعض من لا ضمير لهم خصوصًا للمتاجرة به خارج المملكة.
الآن وقد مضت سنوات على عمل المشروع فإنه يتوجب – بحسب رأي الكثيرين – على الجهة المشغلة للمشروع وهي شركة المياه الوطنية. يتوجب عليها تقويم التجربة والسعي لتطويرها، وتحسين آليتها خصوصًا لما لماء زمزم من الأهمية في وجدان كل مسلم. ولعلي في هذا المقال أسوق بعض الملاحظات والاقتراحات؛ آملًا أن تحظى باهتمام القائمين على المشروع.
الملاحظة الأولى: تختص بشعور بعض المستخدمين لمنتج المشروع بتغير في طعم الماء؛ خصوصًا مع العبوات المخزنة لفترة.
الملاحظة الثانية: تتعلق بالمركزية غير المعقولة أو المقبولة كون الفرع الوحيد للمشروع هو الموجود في كدي بمكة المكرمة مما فتح الباب للمتاجرة والغش فيه، كما هو مشاهد ومعروف مع أنه من الممكن فتح فروع للمشروع في كل مدن المملكة ومنافذها بيسر وسهولة.
الملاحظة الثالثة: تتعلق بحجم العبوات؛ فمنذ ابتدأ المشروع والحجمان المتاحان هما قارورتي الـ١٠ و الـ٥ لتر مع أنه يمكن توفير أحجام أصغر وأكبر دون عناء علمًا بأن بعض الجهات قامت وتقوم بإنتاج أحجام متنوعة للتوزيع؛ مما يؤكد إمكانية بل سهولة تنويع الأحجام.
الملاحظة الرابعة: تتعلق بالكميات المسموح لكل فرد أو عائلة الحصول عليها، فليس من المعقول أن يشد المرء رحلة من المناطق البعيدة من مكة -حماها الله- ليتحصل على عبوتين فقط عن كل فرد مع كونه لا يأتي إلا لمامًا. والحل فتح فروع للشركة في كل المدن أو السماح لمن لم يتحصل على الكميات المسموحة خلال كل فترة أن يتحصل عليها مجتمعة منذ آخر مرة حصل فيها على زمزم المبارك.
ختامًا.. فكرة المشروع ممتازة وتعامل العاملين فيه متميزة، لكن الأنظمة الحاكمة له بحاجة للتطوير والابتكار خصوصًا مع فرادة المنتج وحاجة الناس إليه.
صادق رضا السنوسي
جزاكم الله خير ياسيد صادق وأسأل الله الكريم أن يلهم الأخوة المسئولين في الشركة في الأخذ بمشورتكم خاصة وأنها إيجابية من جميع الأبعاد