مهنة التمريض

مهنة التمريض تعتبر من اسمى المهن وهي ترتبط ارتباطا وثيقا بصحة الانسان والمجتمع وهي لا تعتبر مهنة جديدة على الإنسانية، بل هي من اقدم المهن وقد عرفت مهنة التمريض كما عرفته الباحثتان ناهدة ووداد بأنه (علم وفن ومهار يهتم بالإنسان ككل جسمًا وعقلا وروحًا، ويسعى لتحسين وضعه الجسمي والنفسي والاجتماعي، وذلك عن طريق تقديم أفضل خدمة للمريض في حالة مرضه ومساعدته على تلبية حاجاته الضرورية، وتعليم الفرد الأسس الصحية السليمة في الحياة للمحافظة على صحته الجيدة والوقاية من الأمراض).
وحسب ما ذكر في المراجع البحثية الموثقة علميا عن تاريخ مهنة التمريض والتي بدأت في عصر الاسلام حيث كانت أول ممرضة في تاريخ الإسلام، كعيبة بنت سعدالاسلمي ، وهي من قبيلة بنى أسلم في المدينة المنورة. وعرفت باسم رفيدة وهذا الاسم مشتق من الرفادة وتعني الاعانة والعطاء. وقد عاصرت النبي محمد صلى الله علية وسلم وكانت من أوائل الذين دخلوا في الإسلام في المدينة المنورة.
وقد تلقت رفيدة تدريبها واكتسبت خبرتها في الطب على يد والدها سعد الاسلمي المعالج في ذلك الوقت والذي كانت تمد له يد المساعدة بشكلٍ منتظم.
بدأت أول عيادة في الإسلام في خيمة بأمر من النبي محمد (عليه الصلاة والسلام) خارج مسجده في المدينة المنورة لتلقي العلاج، وقدمت التمريض والرعاية الصحية لمرضى المسلمين في وقت الحرب و السلم، حيث قامت بعلاج المرضى في خيمتها المقامة خارج المسجد في أوقات الحروب و كانت الصحابية رفيدة رضى الله عنها تتولى قيادة مجموعة من المتطوعين في ساحة المعركة وتقوم بعلاج الجرحى من المجاهدين الصحابة وقد اختارها الرسول صلى الله علية وسلم لعلاج سعد بن معاذ رضى الله عنه عندما أصيب برمية قوية في معركة الخندق.
أسست رفيدة أقدم مدرسة من الرعاية الصحية والتمريض في العالم الإسلامي ، وكانت مديرة ومعلمة في هذه المدرسة وتدرب علي يدها كثير من الصحابيات وشاركه في عدد من الغزوات مع النبي صلى الله علية وسلم.

تطورت مهنة التمريض في عصرنا هذا لمواكبة التقدم العلمي والحضاري والتكنولوجي في مجال الخدمات الصحية وتثقيف المجتمع للوقاية من الامراض حتى اصبحت مهنة لها تخصصات عديدة وادوار متنوعة في تقديم الرعاية والعناية الصحية للفرد والمجتمع ومن تخصصاتها ( تمريض نفسي ، تمريض صحة مجتمع ، تمريض صحة اطفال ، تمريض عناية مركز ، تمريض الطوارئ ، التعليم والتثقيف التمريضي ، والادارة في التمريض ، والجودة ، ومكافحة العدوى ، تمريض الغسيل الكلوي ، ………).
التمريض له ادوار كثير داخل المرافق الصحية وخارجها ومن هذه الأدوار دور التمريض في التثقيف الصحي للفرد والمجتمع بشكل أساسي هو تعزيز صحة الفرد والمجتمع من خلال تفعيل الأيام العالمية بالأنشطة التثقيفية داخل المنشآت الصحية والمراكز التجارية والمدارس والتجمعات السكانية والمشاركة في الايام العالمية للتثقيف مثل اليوم العالمي للتدخين ، مرضى الربو ، التثقيف بالكشف عن سرطان الثدي ، مرض السكرى وغيرها من الأنشطة التثقفية للوقاية من الامراض .
كما يشمل التثقيف الصحي تقديم النصائح والتوجيهات للمرضى المنومين وذويهم على كيفية استخدام علاجاتهم والعناية بأنفسهم بعد الخروج من المستشفى للحد من المضاعفات والوقاية من العدوى للمريض والمخالطين له.
التمريض يعتبر العمود الفقري للخدمات الصحية ويلعب دور اساسي وهام في تحسن نوعية الخدمات وجودتها المقدمة للمرضى حيث التمريض بالمستشفيات يعملون علي مدار 24 ساعة لتقديم الرعاية والعناية التمريضية المتكاملة للمرضى المنومين بالمستشفيات.
والتمريض في الصحة العامة له ادوار مهمة جدا ومتنوعة ومن ابرزها دور التمريض في التثقيف والتوعية الصحية للأمراض المزمنة، تقديم خدمات الأمومة للحامل قبل وبعد الولادة، تحصين الأطفال ضد الأمراض المعدية حسب جدول التطعيمات المعتمد و العناية بالطفل السليم ، تقديم إجراءات وقائية ضد الأمراض المعدية، التثقيف الصحي والمشاركة في تثقيف صحة المجتمع.
مهنة التمريض لها صعوباتنا مثل باقي المهن ومن أهم الصعوبات التي تواجه التمريض على سبيل المثال عدم توفر مواصلات عامة لدى الممرضات وعدم وجود حضانة للأطفال في المستشفى التي تعمل بها الأم ” الممرضة ” وأيضا طول ساعات العمل وضغوط العمل والمناوبات.
النظرة المستقبلية للتمريض هي مواكبة التقدم ومتابعة المستجدات في استخدام الوسائل الحديثة في التعليم والممارسة ليتماشى مع الأسس والمعايير العالمية لبناء جيل يتحلى بالمبادرة والريادة.
اتمنى من اخواني الاعلامين ابراز دور مهنة التمريض للمجتمع بعمل حملات تعريفية لمهنة التمريض عبر وسائل الاعلام بجميع فروعة لتحفيز الاجيال القادمة لدراسة التمريض والعمل بهذا المجال الممتع وفتح المجال في الجامعات السعودية لتدريس التمريض للبنين وزيادة مخرجات البنات حيث ان المخرجات الان اقل بكثير من الطموحات نحتاج تعاون الجميع لزيادة اعداد ابناء وبنات الوطن في هذه المهنة الهامة في صحة الفرد والمجتمع وتحقيق رؤية وطننا الغالي ٢٠٣٠ باْذن الله .