المقالاتحسن عطا الله العمري

علمتني الحياة ( ١٤)

علمتني الحياة أن الحرص في عرض أفكارك وصياغة سطورك وعباراتك وأنتقاء كلماتك أمر في غاية الأهمية ، فكم من أفكار عظيمة قتلها أصحابها بطريقة العرض السيئ لها أو التوقيت الخاطئ لبحثها .

كما علمتني الحياة انه اذا اتاك توجيه مباشر من مسئول أعلى من رئيسك لدراسة موضوع معين فحذاري ثم حذاري أن يأتيك الغرور أنك أصبحت من أصحاب الحظوة والمعالي ، وأن ترتكب حماقة ادارية تكلفك سهر الليالي وتتجاهل رئيسك المباشر عند إعداد الرد و تذّكّر أن الرئيس الأعلى طلب منك إفادة لكنه لم يقل لك تجاوز ولا تخبر رئيسك المباشر وتضعه في الصورة.

وإحرص ياصديقي على تعلّم إستخدام قوائم المهام اليومية والأسبوعية فهي تساعد على التركيز والإنجاز ولا تعتمد على ذهنك وما ستتذكّر عمله فقط.
وتذكّر انه حين يتم تكليفك بمشروع ماء فلا تبداء قبل أن تضع تصور عام لمراحل المشروع من خلال قائمة مهام تفصيلية تحدد لك معالم وخطة الطريق واضحة و لا تستعجل في هذه الخطوة ابداً وأحرص أن تتأنى فيها وتستوضح و تعطيها حقها من الدراسة وتذّكر أن الوقت الذي ستستغرقه في هذه المرحلة سيوفر عليك جهد ووقت اكبر خلال مراحل التنفيذ.

وتجنّب أن تشرف على كل شئ وتحتكر كل قرار وتتردّد في إعطاء الصلاحيات وتوزيع الأدوار للعاملين معك حتى لا تغرق في المركزية وتجد نفسك تكلم نفسك مثل نزلاء (العصفورية) فاليد الواحدة لا تصفق ياصديقي.
وكن حذراً اذا حضرت اجتماع مع الرئيس فلا تحضر من دون مذكرة وقلم لتدوين النقاط التي يتم بحثها ومطلوب منك عملها ولا تأتي الى الاجتماع خالي اليدين الا من جوال ترمقه بالعينين وتنشغل فيه بالضغط على الشاشة كل دقيقة أو دقيقتين .

و أنصحك إن لم يسألك الرئيس عن رأيك خلال الاجتماع وكان لديك تحفظ على ما تمت الموافقه عليه من بقية المجتمعين والموضوع له علاقة مباشرة بطبيعة عملك وتخصصك فلا تتردد في المبادرة بتقديم وتوضيح تحفظك بإسلوب وطريقة هادئة ومتزنة وابتعد عن الحساسية المفرطة والتمس العذر لمن لم يسألك عن رأيك .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى