الثقافية

مساعد الرشيدي .. ابن الصحراء وشاعرها

 

 

ولادته ونشأته :

ولدت الصحراء ابنها مساعد الرشيدي في العام الهجري ١٣٨٥ ، ولم تكن تعلم هذه الصحراء القاحلة أنها أنجبت شاعرها المفوّه …

مساعد بن ربيع الخياري الرشيدي الذي يعود نسبه لقبيلة الرشايدة وهي تعد من أكبر قبائل العرب من ظهر معد بن عدنان وتنتشر هذه القبيلة بين السعودية والكويت ومصر وفلسطين والسودان وأريتيريا …

قضى الرشيدي فترة طفولته الاولى في الكويت ثم انتقل الى خميس مشيط أقصى جنوب المملكة ، تبعاً لعمل والده العسكري في الجيش السعودي …

نبوغه :

أشتهر مساعد الرشيدي بالذكاء الحاد ، الذي يظهر جلياً في لمعان عينية ، وبدأت شاعريته في مرحلة متقدمة ، الأمر الذي ضاعف خوف والده عليه …

حاول والده جاهداً إبعاده عن حياض الشعر بالترهيب تارةً والترغيب تارةً أخرى …

ولكن أين يذهب البدوي من فطرته ، وأين يهرب ابن الصحراء من ومضة سهيل …

بدأت فطرته الشعريه قوية وصاخبة ، وكان شاعراً فذاً في ثوب شاب صغير مراهق …

عمل والده على إخفاء الكثير من قصائده القديمه التي لم ترى الشمس حتى اليوم …

عسكريته :

سلك شاعرنا مسلك والده وأكثر أبناء قبيلة الرشايدة والتحق بالسلك العسكري من خلال كلية الحرس الوطني …

يقول عنه أساتذته وزملائه وأفراد كتيبته أنه ولد ليكون عسكري … وتدرج في مراتبها ليصل لرتبة عميد ..

وأقول عنه أنه برع كعسكري لأنه رجل يتسم بالصلابة وقوة الجأش وحدة الملامح إضافة الى طول القامة وسمو الهامة …

تألقه :

بدأ نجم مساعد الرشيدي كشاعر يظهر في تسعينات القرن الماضي ، وقدم قصائدة بقوة وثقة وتفوق ، جعلت جيل التسعينات يتلقفها بكل شغف ، ويرددها بطرب من خلال القصائد المغناة ..

عقد مساعد الرشيدي العديد من الامسيات الناجحة سواء داخل الوطن او خارجه …

وضجت أمسياته بحضور أعداد غفيرة من جيل الشباب وحتى جيل كبار السن الذين كانوا يَرَوْن في الرشيدي صورة من شبابهم …

حظي شاعرنا بحب الحاضرة الذين وجدوا في شخصيته البدوي المتحضر الواعي المنفتح على المدنية …

في حين كان محور فخر البدو وإعتزازهم ويرون فيه البدوي الأصيل المتمسك بعادات البداوة وتقاليدها …

شاعريته :

وحين أتحدث عن شاعرية الرشيدي، فأنا أصف لكم جمالاً في هيئة قصائد …

كان الرشيدي يكتب الشعر بإحساس جزل ، وبعاطفة جياشة

وتفوق في مزاوجة المعاني ، ودمج المتناقضات وصفاً ولفظاً

في أبياته حُب جارف …

حب للوطن

وحب للشعر

وحب للحياة …

وفي مفرداته حزن دامع ، يحاول إخفاءه في ابتساماته المبعثرة ، لكنه لايلبث أن يظهر في لمعان عينية …

حقق الرشيدي دائرة من الإبداع في الشعر الشعبي السعودي ، ليصبح أحد أبرز شعراء جيله ، ويخلق لنفسه منهجاً متفرداً ، ويساهم بقوه في انتشار الشعر النبطي في جيل الشباب …

وفاته :

انتقل شاعرنا إلى جوار ربه صباح الثاني عشر من يناير ٢٠١٧ عن عمر يناهز ال ٥٦ عاماً ، بعد معاناة طويلة مع المرض ، في مستشفى الحرس الوطني ، تاركاً خلفه إرثاً صنعه في ٣٠ عاماً من الإبداع والتألق … ومخلفاً حسرة في قلوب محبيه ورواد الشعر النبطي ، وأفراد السلك العسكري ، وأبناء الوطن الكبير ..

رحمه الله رحمة واسعة …

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ابن الصحراء يستحق ذالك المديح ، غفر الله له .. الجوهرة ك عادتك تنثرين الجمال أينما حللت .. مها الحمياني ??

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى