المقالات

السعودية والمغرب .. السباق على الطاقة المتجددة ؟!

الأمال الكبيرة معلقة بـ «رؤية 2030» خاصة في مجال التحول إلى الطاقة المتجددة في المملكة العربية السعودية التي وضعت هدفاً لها و هو إنتاج 9.5 جيغاوات من الطاقة الشمسية على أن يتم إنتاج 3.45 جيغاوات أو 4 في المئة من استهلاك الطاقة الإجمالي بحلول عام 2020 بحسب برنامج التحول الوطني 2020 ومن المتوقع أن تستثمر السعودية ما يتجاوز 400 مليار ريال (106.6 مليار دولار) في الطاقة الشمسية خلال الأعوام المقبلة بهدف تغطية الطلب المتزايد على الكهرباء المقدّرة بنحو 10 في المائة سنويًا لكن هناك وقائع هامة ترصد إهتمام السعودية بالطاقة الشمسية مبكرا حيث عقد المؤتمر الأول للطاقة الشمسية في “جامعة البترول والمعادن” بالظهران في الفترة من 28 / 10 – 3 / 11 / 1395هـ الموافق 2 – 6 / 11 / 1975م في أول عهد الملك خالد تحت عنوان: “تكنولوجيا الشمس والنمو الاقتصادي” وفي عهد الملك خالد تم توقيع اتفاقية التعاون بين المملكة ممثلة في المركز الوطني للعلوم والتكنولوجيا وبين الولايات المتحدة الأمريكيةوذلك في عام 1397هـ / 1977م، (مشروع سوليراس) وأوكل الإشراف على البرنامج إلى “اللجنة السعودية الأمريكية المشتركة للتعاون الاقتصادي” ورصد للمشروع (100) مليون دولار تمول بالتساوي بين البلدين بقصد إنشاء نظام للطاقة الشمسية ينتج عنه ألف كيلووات من الكهرباء و دخلت المملكة عصر الطاقة الشمسية بالإنجاز الرائد المتمثل في افتتاح مشروع القرية الشمسية وتفردت المملكة في هذا المجال الجديد على العالم بتشغيل أكبر مولد للطاقة الشمسية عرفه العالم وأدخلت نظاما لتوليد “الطاقة الكهروضوئية” بقوة 26 مليون كيلو واط لتزويد أكثر من ثلاثة آلاف قرية بالكهرباء عبر مشروع “مركز أبحاث القرية الشمسية” في العيينة وتقع على مقربة من مدينة الرياض، واستتبعت ذلك بإنشاء أول مشروع تسخين شمسي هو الأكبر في العالم وقد بدأت العمل في هذا المجمع الذي يعد أكبر مجمع لتوليد الطاقة الشمسية في العالم في عام 1400هـ / 1980م . وفي أقصى الجغرافيا العربية افتتح العاهل المغربي في 4 فبراير 2016م المرحلة الأولى من أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم «نور الأولى للطاقة الشمسية» في ورزازات جنوب المغرب باستثمارات ناهزت 600 مليون دولار ومن المتوقع أن تنتج المحطة في 2020 ما يكفي من الطاقة لتغطية احتياجات أكثر من مليون مغربي مع إمكانية توليد طاقة إضافية لتصديرها إلى أوروبا وستؤدي هذه المحطة لتقليص اعتماد المغرب على الطاقة الأحفورية بمليون طن من البترول سنويا إضافة إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بـ3.7 ملايين طن سنويا كما يهدف المغرب إلى تحقيق اكتفاء ذاتي في قدرته الكهربائية بنسبة 42% بحلول سنة 2020و نسبة قد تصل إلى 52% في حدود سنة 2030 و المفاجأة السارة أن الشركة المشرفة على أكبر محطة في العالم والتي بدأ العمل بها في 10 مايو 2013 و استطاعت بكل كفاءة واقتدار انجاز المرحلة الأولى خلال ثلاثين شهراً هي شركة “أكوا باور” السعودية.

هيثم صوان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى