عزيزي المتفائل جداً بالمستقبل :
– كيف تطلب مني ان أبتسم ، وانا لا ارى مستقبلاً واضحاً لأبنائي ، بل ضباب أمنيات ، وأحلام مشاريع ورقية ، وسراب وظائف تتبدّى ثم تختفي .
– كيف تطلب مني ان ابتسم ، وانا حتى هذه اللحظة لم تستقر قدميّ على أرض أملكها ، على أمل أن أبنيها إن إستطعت ، وإن لم أستطع ، سلّمت المقاول الاخشاب والحديد والاسمنت والامنيات ، كي يسلمها بدوره لحفيدي ، الذي سيستلم قرض الاسكان الذي تقدمت إليه بإسمي ، إبان حرب العراق ٢٠٠٣ ، على أمل أن يستلمه هو في أي حرب ستقوم في زمنه أو تقعد ، لافرق .
– كيف أبتسم وانا أرى الواساطات تأكل حقي في التوظيف ، وحقي في الترقية ، وحقي في المسكن ، وانا الذي حسبما يقول النظام ، أحق منه ، غير انه ليس لدي يد غير يد الله عز وجل ، بينما تمتد أيادي من سلب حقي ، في كل مكان ، وتملأ وساطاته كل الوزارات .
– كيف تريد مني ان ابتسم ، وانا أنتظر الراتب الشهري ، كي أتفرج عليه ، وهو يذهب قطعاً ممزقة ، في يد البنوك وشركات السيارات ، قبل ان تجرّه بقوة ، ايدي وزارات الكهرباء والمياة ، وتمزقة شرّ ممُزق .
– كيف تطلب مني ان ابتسم ، وانا فروة رأسي تفور كالماء الساخن ، كلما زاد ريالاً او ريالين او عشرة ، على سعر حليب أطفالي ، وأرزّهم ، وطحينهم ، بينما لايزيد في سعر أبنائي ريالاً واحداً ، فقيمة الانسان هي الوحيدة التي لاترتفع .
– بالله عليك كيف أبتسم ، بأي وجه ، وبأي فم ، وبأيّ مزاج .
عبدالمجيد الزهراني