الترشيد والاستدامة

 القرار بأيدينا للتغيير قبل أن تتدهور إمكانياتنا في الإنفاق. لا شك بأننا مقبلون على مرحلة جديدة تحتاج إلى تغيير في نمط الاستهلاك، التغيير بأيدينا فلنبدأ الآن. التخطيط الاستراتيجي هو تخطيط بعيد المدى يأخذ بالاعتبار جميع المتغيرات لتحقيق الهدف، ويتطلب الأخذ بالاعتبار الثلاثة محاور الرئيسية للتنمية المستدامة؛ وذلك من خلال تحليل الآثار الاقتصادية والاجتماعية والبيئية بشكل متوازن، والهدف من ذلك هو ضمان استمرارية الموارد والاستهلاك الاقتصادي الأمثل لها؛ لتجد الأجيال القادمة ما يكفيها من احتياج لتلك الموارد. تعودنا على الاستهلاك الجائر لمواردنا من كهرباء ومياه، وحتى الوقود دون البحث عن سبل الترشيد والتي لا تؤثر على جودة الحياة، بل تصل إلى تقديم جودة أعلى للخدمة بجانب جدواها الاقتصادية، وتقليل أثرها على الموارد الطبيعية والبيئة. رغم توفر تلك التقنيات بأسعار مناسبة في المملكة لكن لم يتجه المواطن أو المقيم بشكل كبير لاقتنائها بدلًا من التقنيات التقليدية. ومن أمثلة ذلك استخدام الأجهزة الكهربائية أو الإضاءات ذات الكفاءة العالية في الاستهلاك تساعد في ترشيد ما يفوق 50% من استهلاكنا للكهرباء. بجانب ذلك سيتم التقليل من الطلب المتزايد على الطاقة وتقليل الإنفاق من قبل المواطن والدولة على هذه الخدمة وأيضًا تقلل من نسبة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الهواء، والتي قد تصل إلى 700 غرام منه لكل كيلو وات في الساعة من الاستهلاك، ناهيك عن البدائل الاقتصادية والصديقة للبيئة في مجال المواصلات واستهلاك المياه وإنتاجنا للنفايات. يجب علينا إعادة التفكير في نمط الاستهلاك والوعي باختيار المنتجات المرشدة، والتي طالما ساهمت الدولة في وضع التشريعات لدعم وجودها وتوفرها في السوق المحلي، بل أيضًا ساهمت في توعية المواطن عن طريق الحملات التوعوية عبر برامجها المختلفة مثل: كفاءة الطاقة، وحملات ترشيد المياه وتوفير بعض الأدوات التي تكون في بعض الأحيان مجانًا. ولا ننسى ما حثنا عليه ديننا الحنيف في الكتاب والسنة بمواضع مختلفة من ضرورة الترشيد وعدم الإسراف … هل اتخذت قرارك ؟؟؟ .

د. عبد الله بن محمد الشعيبي

خبير في مجال البيئة والتنمية المستدامة