المقالات

الحبيب الذي فقدناه (الشيخ علي الطنطاوي)

حين  كنت أتناول طعام الإفطار في رمضان فإني لم أكن  مشدوها إلى التلفزيون ذلك إني لا أراه نعم إني لا أراه على الشاشة الصغيرة لقد فقدنا ذلك النجم الذي سطع والبدر الذي أضاء ،والنبراس الذي كان يشع ، كان يطل علينا الشيخ علي الطنطاوي ـ رحمه الله ـ على مائدة الإفطار حتى إن الكثيرين من متابعيه ومحبيه يفضلون سماع حديثه الرطب على الرُّطـَب ، ويسـتأنسون به رغم شدة شهيتهم للطعام ، لقد كانت
ما ئدته من أجمل الموائد على الإطلاق بل إنني لم أجد لمائدته شبيها في شيء من القنوات العربية إلى اليوم إننا نفتقد ذلك الحس الأبوي والهاجس التربوي الذي كنا نلمسه على مدار ربع قرن ، لما ذا لاتعاد تلك الحلقات الرائعة التي كان يقدمها ذلك العلم العلامة الأديب القاضي الشاعر الذي كان مرة تراه يفيدنا بفتاوى رصينة وأحياناً بنصائح أبوية تربوية لها أثرها الفعال في التربية والتعليم وطوراً تراه يتحفنا بنوادر الشعر والقصص، وأخرى نعيش معه جواً نبويا في المدرسة الروحانية النبوية
أو في مدرسة الفداء والبطولة مدرسة الصحب الكرام ، وأحيانا نسمعه يروي لنا قصة مؤثرة مبكية ، والحق يقال لقد كان إذا أراد أن يبكينا بكينا وإن أراد أن يضحكنا ضحكنا وإن أراد أن يعزينا سلونا ،إنه الموسوعة العلمية الثقافية النادرة عبر التاريخ ، فإلى متى نبقى أسرى البرامج الضعيفة

لقد سئمنا من الممل المكرر عبر نافذة صغيرة لم تستطع أن تتجاوز النمطيات .
إن طلة الشيخ الطنطاوي سواء في رمضان أم في يوم الجمعة كانت طلة جميلة ومريحة ومفيدة على السواء يكفي أحيانا ابتسامته الرقيقة ، ومحادثته للمخرج أحيانا على الهواء مما يجعل من يراه من المشاهدين يستغرق في الضحك.
أين أنت أيها الحبيب والله إنا قد اشتقنا إليك أيه الطنطاوي فالقلب لك عطشان و(طاوي )
رحمك الله رحمة واسعة ,وجمعنا بك في جنة الفردوس الأعلى ـ آميـــــــــــن

زين العابدين الغامدي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى