القيادة ظاهرة طبيعية من ظواهر الحياة ،كل إنسان قادر ان يكون قائدا ، وهذا لا يعنى ان يكون القائد متسلط .بعض المدراء والرؤساء بمجرد ان يتولى منصب قيادى ،
هنا تبدأ هيكلة العمل الجديدة بالشكل الذى يرضى غرور هذا القائد ،فأصبح لا يفرق بين الموظف المنجز والموظف المحبط ، ناهيك عن الاجتماعات فى كل وقت وحين دون مراعاة للتأثير الحاصل من تأخير إنجاز العمل وتضييع الوقت.
بعض المدراء يرسم على وجهه ابتسامه يُستقبل بها يومه وموظفيه وكل من يصادف طريقه دون ان يعلم ان له بذلك أجر وان ابتسامته هذه هى سبب من أسباب نجاح هذه المؤسسة كذلك الابتسامة تصنع الالفة والمودة بين القائد ومن هم تحت ولايته ،وبعضهم يرسم عبوس وصرامة وهذا ديدنه حتى لا يصبح بينه وبين موظفيه ميانة ،يلقى الأوامر دون النظر لمصلحة المكان الذى تولى رئاسته بعيدا كل البعد عن هموم موظفيه وما يعرقل مسيرتهم لانجاح عملهم.
غير ذلك والأدهى اذا كان هذا القائد سميع أى أنه يستمع لبعض موظفيه من أولئك الشرذمة التى تبنى نجاحها على تدمير الآخرين ،لا شك أن القائد الذى يبنى نجاحه على أقاويل كاذبة دون الوقوف على الحقائق والتحرى فهو فاشل وفشله ينعكس على موظفيه والمكان الذى تولى قيادته .
لو كل قائد عند توليه هذا المنصب رجع لسيرة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم .القائد والمعلم على مستوى العالم القدوة الحسنة لكل قائد وحاكم وقّاض وتاجر ومعلم وإدارى وداعية وسياسى وغير ذلك ،
باعتراف موثق من المفكرين والعلماء فى كافة الدول الكبرى وذلك بسبب التأثير الكبير الواسع الذى قام به (صلى الله عليه وسلم )فى حياته وبعد أن انتقل الى الرفيق الأعلى ،
مفهوم القيادة الصحيح ،حسن الادارة والمقدرة على التأثير على حشد القوى العاملة لتحقيق الغاية والأهداف بأقل تكلفة وبأسرع وقت وأعلى جودة .
حسن القيادة منحة الاهية تكتسب بالاجتهاد والعلم ومرافقة كبار القادة ،قال تعالى ((لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرآ ))الأحزاب ٢١
القائد الناجح هو الذى يشارك موظفيه همومهم ويسهل لهم العقبات ويكون قدوة حسنة فى كل افعاله وأقواله بعيدا عن التناقض والعنصرية ،.
لكل من تولى منصب قيادى أن يرجع لمبادىء القيادة التى تتماشى مع الفكر الحديث وذلك لن يتحقق الا بالاقتناع والمحبة ،اذا لم تكن حليمآ فتحلم وإذا لم تكن صابرآ فتصير وإذا لم تكن كريمآ فتكرم .