المقالات

“الرشيدي” قنديل احترم الأرض بمرايا التجلي!

**مساعد الرشيدي -رحمك الله- كنت ويظل شعرك أمير النصوص الماسية كقناديل البحر في ليل الكون للقلاق حكيم، يقف يجمع المحار والقواقع؛ باحثًا عن لؤلؤة المستحيل.
‏**مساعد الرشيدي -رحمك الله- كنت قدرةً وذاتًا وصفةً، تمتلك سحرًا خاصًا يسمو باللحظة المكانية إلى مدارج الأزل البلاغي للمفردة المتميزة في ثقافة الشعر الرياضي الغنائي والشعبي، بفضل (تلافي تغريب الإبداع) عن أحضانك من متغير مداهم يقتطع الموجود (البياني البلاغي الشعري) من وضعك المألوف؛ ليسبغ عليك من الجمال مسحةً ما لم يحدث..!
**مساعد الرشيدي كان ويظل شعرك هو الوقوف على مشاهد وحالات مبتكرة مألوفة لا يعرفها إلا (المتذوق المنصف المتابع)، والعاشق للشعر الشعبي والغنائي سادة اللفظ والعاطفة والخيال والوطنية حق المعرفة، لكنه عاجز عن رؤيتها خارج سياق العادة ..؟!
**مساعد الرشيدي -رحمك الله- كنت اكتنزت بنصاعة شرح القلب وطيبته..
** فظهرت ملامحك بصياغة “الشعر الغني الثري” الغنائي والشعبي والرياضي فصيحًا أيضًا متميزًا ككل المتميزين من الشعراء، وظهر صوتك في حب البديع والبيان، وولاؤك له لامعًا ينسج من احترام الأرض شبكة بيضاء ترتقي جنبات الارتجال من جوف الأجواء المفعمة الخلّاقة التي تكتنز المسرات والقسمات الملأى بمرايا التجلي.
**مساعد الرشيدي -رحمك الله- كنت في دبيب أنفاس محبيك ومنصفيك استرسالًا فكريًا، أدبيًا، ثقافيًا، رياضيًا، وثَّابًا، معروشًا بالتواضع الجم.
** مساعد الرشيدي -رحمك الله- كنت بعلاقتك لله متبتلًا أواهًا منيبًا تحمل لون الرجاء وأصالة العقيدة وهتافها وأدومتها!
** مساعد الرشيدي -رحمك الله- كنت شكارًا ذكارًا تمسك بتقاك مؤمنًا، عشت والزمن في خصوصية لا يغيب عنها تقواك؛ فتبسط بدعائك كفيك مذ تفيق، وبإشراقات ملامحك يزهر حبك للناس وضاءً ورضاك وروحك تفيض أحاسيسًا نبيلة من بين جنبيك، روحًا تلامسُ الروحانية بمشاعر ودودة وحميمية.
**مساعد الرشيدي.. رحمك الله كنت هبة روحك شاعرًا قائدًا ضمن سدة المبدعين؛ فكان شعرك كبيرًا ينطلق إليها المحبون بطموح المنهج الفني البياني والحكمة وشموخ الوفاء إلى سماوات من الخصوصية!
**مساعد الرشيدي -رحمك الله- كنت ذلك الإنسان الماتع الفذ بلهجتك الشعرية المتميزة، تطير إليك الأنفس تجلةً بورقاء النفسِ، وبنَزق الشريان المتعاطف ليتأمل منسوبوك ومحبوك ومتلقوك نتاج الأنا المتواضعة الدّمثة السجايا، والتي تصبح في ميدان الفكر والأدب ينابيع نور بين اليدين!!
**مساعد الرشيدي -رحمك الله- كانت شخصيتك تسْبح بالنفس البديعة في فضاءات تُسبح الله الذي سبح له سواد الليل، وبياض النهار، وضوء القمر، وشعاع الشمس، وحفيف الشجر، ودوي الماء…..
**مساعد الرشيدي -رحمك الله- وأسالك الله أن يجعلك ممن فقدناهم على ضفاف نهر الكوثر مبتسمين في أرقى مراتب الجنان.
** اللهم نوّر مرقد مساعد الرشيدي، وعطّر مشھده، وطيّب مضجعه، وآنس وحشته، ونفس كربته وقِه عذاب القبر وفتنته.
**يارب ارحمه من حر جهنم، وارزقه جنات النعيم، اللهم اغفر له واحشره في زمرة المتحابين فيك، واجعل ملتقانا به في الفردوس الأعلى ياَرب العالمين .. اللهم آمين.

د.عدنان المهنا

جامعة الملك عبدالعزيز- جدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى