من منا لم يفكر بتحسين وضعه المالي؟ ومن منا لم يبحث عن طرق وأساليب للوصول للحرية المالية؟ ومن منا لم يستشر من هو أكثر خبرة منه في الحياة أو من الناحية المالية؟ ومن منا لم يشتكِ من الأوضاع الاقتصادية؟ وبالذات في القضايا المالية للأسرة؟
عموماً سوف أكتب في السطور القادمة بعضاً من النصائح المالية وخذ منها ما شئت:
أولاً: ميزانية الأسرة:
إن أهم أمر تفعله هو ضبط الميزانية والنفقات ويا حبذا لو كان لديك دفتر تسجل فيه جميع نفقاتك الثابتة (كالأقساط والديون والفواتير والجمعيات والعزبة) والنفقات المتغيرة كالتسوق والإجازات، قم بهذا الأمر لفترة – ولو لمدة ثلاثة أشهر كحد أدنى – ثم انظر من أين يأتي التسرب.
إن كنت تنشد الحرية المالية فعليك أولاً أن تعرف أين تذهب أموالك، وهذا الأمر لن يكون سهلاً كما تعتقد لكن التزم به وسوف تسعد حينما تنفذ هذا الفحص المالي المستمر، واحذر من الأشياء الصغيرة الخفية التي قد تغض الطرف النظر عنها بسهولة، إن الأغنياء لهم عيون الصقر ولا تفوتهم فائتة.
كذلك إن أردت أن تشتري شيئاً غير ضروري فقم بتأخير الشراء ليوم أو لأسبوع أو لشهر أو حتى لفترة أطول، فعندما تؤجل الشراء لفترة من الزمن فغالباً ما سينتهي بك الحال بعدم الشراء من الأساس.
أيضاً عند الشراء عليك بكتابة قائمة بكل المشتريات – قبل ذهابك للمتجر – ولا تتركها لذاكرتك؛ فكتابتها وسيلة تمكنك من ضبط الأمور، وكذلك ابتعد عن الشراء عن طريق البطاقة وحاول أن تشتري نقداً قدر المستطاع.
قانون باركنسون: يقول هذا القانون أن النفقات ترتفع بارتفاع الدخل: أي أنه كلما زاد دخلك حتى لو تضاعف مرتين أو ثلاثة فإنك في النهاية ستضاعف نفقاتك مرتين أو ثلاث بنفس نسبة راتبك.
أخبرني قريب لي ذات مرة (وكان يعمل سائقاً لمدير احدى الدوائر الحكومية الكبرى) أن رئيسه (الذي كان يتقاضى قرابة 40 ألف ريال) قد طلب منه في نهاية الشهر قبل استلام الشهر مبلغ 5 الاف ريال كسلفة حتى نزول الراتب، فسأله قريبي: كيف تطلب مني وراتبك 40 الف ريال؟ فقال: إنني أصرف بمقدار راتبي الـ40 ألف ريال.
وبإمكانك أن تقيس ما حدث في هذه القصة على أغلب الأسر التي تعيش على الراتب فقط.
يأتي النجاح المالي من كسر باركنسون، فلا تسمح لنفقاتك بأن تزداد بنفس نسبة زيادة دخلك.
ثانياً: الادخار يذكر خبراء المال أنه لا بد للشخص أن يدخر من 10-20% من راتبه، وأي دخل إضافي يأتي فلا بد أن يدخر 50% منه، فعلى المدى الطويل سيكون الادخار بإذن الله حاميك ودرع الوقاية لك عند التقاعد. سوف تندهش من ضخامة المبلغ، سواء جعلته في حساب ادخار مستقل أو استثمرته في احدى الشركات الكبرى من خلال شراء أسهم شهرياً لمدة 10 سنوات أو 20 سنة أو حتى 30 سنة.
والبعض قد يُفكر بشراء عقار استثماري عن طريق البنك فيسكن في جزء منه ويؤجر الباقي فهذه فكرة حسنة أيضاً وكما يقال (العقار هو الابن البارّ).
ثالثاً: طور نفسك وكن ذا قيمة:
هل يُمكنك ان تحصل على ضعف ما تحصل عليه من المال؟ أو ضعفين؟ أو ثلاثة أضعاف؟ أو عشرة أضعاف أو أكثر؟
نعم بالتأكيد: وذلك بأن تكون أنت أكثر قيمة. فإن كانت لديك مهارات أكثر وقدرات أكثر وذكاء أكثر ومعلومات متخصصة وقدرة على عمل أشياء لا يمكن أن يفعلها إلا القليلون فإنه يمكنك أن تزيد دخلك بصورة أكبر مما كنت تظن.
إن الطريقة الأهم والأقدر على زيادة دخلك هي أن تبتكر الطريقة التي تُمكنك من إضافة قيمة حقيقية لحياة الناس وبصورة ثابتة وهذا سيحقق لك النجاح المالي الأكيد. فمثلاً لماذا يتلقى الطبيب أجراً أكبر من راتب البواب؟ (مع كامل احترامي لمهنة البواب).
الجواب بسيط لأن الطبيب يضيف قيمة أكبر؛ لقد عمل بجهد أكبر وطور نفسه بحيث أصبح يساوي قيمة أكبر فيما يتعلق بقدرته على اضافة قيمة يُمكن قياسها لحياة الناس، إذ يمكن لأي إنسان أن يفتح باباً بينما الطبيب يفتح أبواب الحياة.
إن ما عليك أن تفعله كل يوم هو ان توسع معلوماتك ومهاراتك وقدرتك على اعطاء المزيد؛ ولهذا فإن التعلم الذاتي المستمر لهو أمر شديد الأهمية، يقول جيم رون : (إن التعليم الرسمي يعطيك وظيفة، بينما التعلم الذاتي يعطيك ثروة).
والتعلم الذاتي يكون عن طريق: إكمال التعليم – حضور الدورات المتخصصة وورش العمل –القراءة – وغيرها.
رابعاً: البدء بمشروعك الخاص :
يقول الله تعالى (وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ) قال بن كثير : ( مسافرون في الأرض يبتغون من فضل الله في المكاسب والمتاجر). وقال السيوطي : ( هذه الآية أصل في التجارة).
وقد ورد في الحديث : ( قيل يا رسول الله، أي الكسب أطيب؟ قال عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور).
وقال عليه الصلاة والسلام : (لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة حطب على ظهره فيبيعها فيكف بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه).
وقد ورد في الحديث – وإن كان حديثاً مرسلاً – أن تسعة أعشار الرزق في التجارة لكن معناه صحيح وهذا مُشاهد.
إن لم تبدأ بمشروعك الخاص فليكن ضمن خططك المستقبلية، سأذكر هنا بعض الأمور المطلوبة كي تبدأ مشروعك الخاص:
(1) هناك مهارات أساسية مطلوبة ( البيع – التسويق- التفاوض – الإدارة).
(2) احضر دورات تدريبية حول الذكاء المالي – وكيفية إنشاء مشروعك الخاص).
(3) ما هي فكرة مشروعك؟ وما هو مجالك؟ وما هي معرفتك به؟ وكيف ستكسب هذه المهارة؟
(4) كيف تريد أن يكون نظام مشروعك؟ هل مشروع تجاري من المنزل؟ أم محل خاص بك؟ أم كشك؟ أم عربة متنقلة في محلات؟ أم تبيع منتج لمحلات عديدة؟ أم عبر وسائل التواصل الاجتماعي كالانستقرام وتويتر وغيرهما؟.
(5) اعمل دراسة جدوى لمشروعك ولا يشترط أن تكون احترافية بل بإمكانك تعبئة نموذج مفرغ من أحد المواقع المهتمة بالتجارة وريادة الأعمال.
(6) ماذا تريد أن تحقق في فترة معينة؟ وعندما تخطط كن طموحاً، وماذا تريد أن تحقق خلال شهر ومن ثم ثلاثة أشهر إلى أن تصبح تخطط لسنة و 5 و 10 سنوات عندما يكبر المشروع. وبعد أن تحدد ما تريد اكتب كيف ستحقق ما تريد؟ اكتب الخطوات والمهام التي تحتاجها لتحقيق ما تريد.
(7) تحتاج أن تسوق لمشروعك التجاري، ابدأ بأقربائك وأحبابك ومعارفك ثم وسع دائرتك، ولا تنس التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
خامساً: مصادر الدخل المتعدد: يقول المثل الفرنسي (لا تحمل كل ما لديك من البيض في سلة واحد) عندما تبدأ في مشروعك الخاص ويبدأ الدخل لديك في ازدياد مطرد ويقف المشروع على قدميه فعليك أن تتجه للاستثمار في مشروع آخر. هذا ما يفعله معظم رجال الأعمال.
لا يكتفون بمشروع واحد فقط بل إن معدل مشاريعهم لا تقل عن 7 مشاريع.
طبعاً تتنوع مصادر الدخل وهي كثيرة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
الأسهم – المشروعات التجارية المباشرة – العقارات – التسويق – الملكية الفكرية – العلامات التجارية وغيرها.
سادساً: الصدقة:
هنا أذكر نفسي وإياكم بهذا الأمر لكي يُبارك الله في رزقك يقول الله تعالى : (وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) ويقول تعالى : (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ) وفي الصحيحين يقول النبي عليه الصلاة والسلام : (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ سَيُكَلِّمُهُ اللّهُ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلاَ يَرَى إِلاَّ النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ). ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( ذُكر لي أن الأعمال تتباهى فتقول الصدقة : أنا أفضلكم). صحيح الترغيب.
وفضائلها كثيرة منها:
1- أنها تطفئ غضب الرب.
2- انها تمحو الخطيئة وتذهب نارها.
3- انها وقاية من النار.
4- أن المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة.
وغيرها كثير من الفضائل ليس هذا مجال بسطه.
ولكم تحياتي
12
مقال بديع وخلّاق أستاذ سعد ، و يدل على سعة اطلاعك وتمكنك الرائع .
مقال رائع
من شخصية رائعة
مقال مهم لكل رب اسره يريد ان يحقق توازن مالي يضفي على اسرته السعاده مقال في غايه الروعه والاهميه شكري وتقديري الكوتش سعد
مقال في غايه الاهميه لكل رب اسره او شاب في بدايه زواجه لمايترتب عليه من استقرار مالي يحقق السعاده الاسريه ،،،،، الف شكر كوتش سعد على هذا المقال المتميز والذي ينم عن اطلاع واسع بوركت صديقي الغالي ،، اخوك عبد الله ال محسن
استاذ احمد السعد: ما انا الا طويلب في جامعتك
استاذ عبدالرحمن الحمد: هذا انعكاس روعتك
استاذ عبدالله آل محسن: اشكرك على حسن ظنك بأخيك .. لك مني كل التحية والتقدير
مقال أكثر من رائع خصوصا بأنه يمس بجانب مهم من جوانب الحياة
هذا مقال يستحق التدريس للطلبة في المدار
أهنئك على هذا الطرح المتميز
هذا مقال يستحق التدريس للطلبة في المدارس
أهنئك على هذا الطرح المتميز
أشكرك دكتور فيصل شهادتك وسام على صدري .. رضي الله عنك وأرضاك
شكرا لك اخي سعد
علي هذه الكلمات والنصائح الذهبيه