المقالاتحسن عطا الله العمري

علمتني الحياة (١٥)

علمتني الحياة أن تجعل قلمك ولسانك هو إنعكاس لثقافتك وعلمك وليس لتهورك وغرورك وضحالة فكرك وأن لا تعتقد أنك باختيارك مفردات عامة زئبقية عفى عليها الزمن تستطيع أن تخفي السم الزعاف الذي يخرج من بين سطورك ووسط حروفك ، فالمتلقي أذكي من تباكيك على أي خلل أو قصور، والدعاء بالويل والثبور وكأنه أمر خطير وجلل
وحذاري أن تنشر ثقافة الإحباط وتعزف على وتر الكلمات الرنانة والمفردات الحزينة الطنانة .

كما علمتني الحياة أن التصدي للكتابة في موقع عام يراك فيه الجميع يتطلب أن تتجرد من مشاكلك النفسية وظروفك الشخصيه واحتكاكاتك العملية حتى لا يكون قلمك يتراقص حسب المزاج ، ويكتب مثل عواطف الطلاق والزواج .

كما علمتني الحياة أن الكتابة عن الايجابيات تحتاج برمجة فكر وتصحيح رؤية ونظرة شمولية متجردة ومهارة في الاستنباط وليس فهلوة وأستعباط.

فأحرص أن لا يكون قلمك متخصص ومغناطيس الهموم والاستعباد ، والإتهامات والتشكيك والإحباطات في كل واد ، فليس هذا دليل احترافية ولكنه تشتت وفقدان للمصداقية وتدهور فكري حاد.

وتذكّر أن الإبداع هو أن يكون لديك القدرة على رؤية النور الخافت وليس سواد الليل الموحش الصامت .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى