همسات الخميس
منذ أكثر من عشرين عاما، يوم قام الانترنت على سوقه أو كاد، كانت المنتديات هي التطبيق الأوحد للتواصل يردها الناس كما ترد النوق الماء، حتى القبائل والمدن والطوائف والمهن والصنائع لها منتدياتها في بحر النت، لكل قبيلة منتدى ولكل مدينة وقرية ولكل طائفة ولكل مهنة ولكل هواية منتدى أو موقع يهتم بشأنها.
نشرت الساحات السياسية ذات يوم صورة لصفحة من “جزء عم” ظهرت فيه “سورة النصر” وقد جاءت بعد سورة الكوثر مباشرة وكان الأولى ان تأتي “سورة الكافرون” بينهما لكن الذي نشر الصورة قال بأن وزارة التربية السعودية قد حذفت السورة من طبعة ذلك العام الخاصة بالصف الأول الابتدائي. وكالعادة اتخذ القراء موقفا أعمى دون تمحيص، فهاجم بعضهم السعودية، وهاجم بعضهم وزير التربية، وهاجم بعضهم أمريكا، وعندما طالعتُ ” جزء عم” الطبعة ذاتها وجدت سورة الكافرون مكانها.
بادت بعدئذ حضارة المنتديات وجاءت تطبيقات تواصل أخرى، لكن الدسيسة باقية تتجدد حتى بلغت من التزوير ما يستعصي على الشك، من ذلك ما تداوله الناس عن مقطع للرئيس اللبناني تمت “فبركته” ليظهر الرجل وكأنه يشتم الإسلام، ولم أصدق فقد رأيت المقابلة كاملة في حينها وليس فيها شتيمة، والرئيس اللبناني يحكم شعبا نصفه من المسلمين فكيف يشتم دينا يعتنقه نصف شعبه؟ هذا إذا تجاهلنا ديبلوماسية الرؤساء ومتطلبات العلاقات السياسية وآداب الضيافة فالرجل في ضيافة السعودية والقناة سعودية.
مضت عشرون عاما وزيادة، ملئت فيها أسماعنا وأبصارنا بآلاف التغريدات والمقاطع والتقارير والمترجمات الهائمة في فضاء الانترنت، قام على انتاجها مجاهيل لخدمة شياطينهم، فمنا من أعطاهم أذنا صاغية، ومنا من أعطاهم ظهرا وثيرا، خيّطوا لنا مواقف سلبية نحو أعلامنا ونحو إعلامنا ونحو طموحات أمتنا فارتديناها حتى ليتحدث بعضنا وكأنه ليس سعوديا، وقد حان الوقت للمراجعة فالرجوع للحق خير من التمادي في الباطل.
محمد بن ربيع
صدقت فيما قلت عن عالم النت ولكن
مقطع مقابلة ميشال عون ليس مفبركا بعد سماعه من التسجيل الأساسي للقاء . والإشارة تقتضي بأن تكون على ذات الموضوع المطروح ، وحديث عون كان عن الإرهاب والإسلام وليس عن السلاح .. الذي قال بأنه ينتشر . حيث قال بأن الإرهاب صنف بأنه إسلامي في سياق إجابته على صعود اليمين المتطرف وأن لذلك ردة فعل على الإرهاب مع يقيننا بأن ردة الفعل الحقيقية على غير الإرهاب .
والجميع يعلم ذلك . وفي معرض كلامه قال بأنه طلب من بعض المسلمين إطفاء الخطوط المتطرفة وهذا في حد ذاته اتهام مبطن بعلاقة المسلمين بالإرهاب !
وبصرف النظر عم إذا كانت الكلمة هي الإسلام كما فهمها من أرسل المقطع أو الاسلاح -التي ظهرت معجونة من كلمة الإسلام والسلاح- فقد أشار إلى عدم تحقيق أي شيء بعدما طلب ذلك من بعض الجهات الإسلامية قائلا بأن الإرهاب زاد ولم يشر إلى أن الإرهاب عالمي وليس له هوية وكأنما يود أن يلصق تهمة الإرهاب بالإسلام والمسلمين فقط .. وهو يقصد ما يقول لما يضمرونه من حقد دفين علينا وعدم رضاهم عنا . تأكيدا لقول الرب عز وجل ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم …)
ولعلك أخي الكريم سمعت الكلمة التي ألقتها الأمريكية من أصل لبناني بما فيها من إساءه للرسول عليه الصلاة والسلام وافتئات وتزييف وتشويه للتاريخ الإسلامي لتعرف مدى الكراهية التي تعتمل في نفوسهم مهما تظاهروا – وأخشى أن يقول قائل بأنها مفبركة –
فالله سبحانه وتعالى هو أصدق من أخبر عنهم . وأقول لسنا مجبرين بحبهم كما يسوق بعض المخدوعين ولما يصدر من مثل هؤلاء في حق الله ورسوله فإننا نبدي عدم الود لهم من واقع أفعالهم وأقوالهم امتثالا للتوجيه الرباني والسلام .
موضوعي بعيد كل البعيد عما تقصد ، ليس في موضوعي دعوة لحب أحد أو كراهيته ، موضوعي يتعلق بتكوين موقفك من قضايا بلدك ، فإن كانت ألاعيب الانترنت قد انطلت عليك فراجع إعداداتك ، وضربت أمثلة كثيرة في المقالة من بينها مقابلة ميشال عون.
الذي فبرك تلك الجزئية أراد أن يحرج المملكة وأن يدق أسفينا بين المواطن وبين بلده.
أما ميشال عون فقد قال ( لسلاح ) وهي السلاح باللهجة اللبنانية ، وكان يقول : الارهابيون من كل بلد والسلاح الذي معهم لا تدري كيف يدخل وينتشر .
المقابلة واضحة جدا ولا داعي لاثبات العكس مني أو منك ، اذيعت مسجلة وما تزال كما هي فلماذا لم تحتج المملكة مثلا ؟ أصلح الله حالي وحالك يا صديقي .