نوه الدكتور هاني الرحيلي أخصائي البصريات وضعف الإبصار بجامعة الملك عبدالعزيز بالاهتمام الذي وجده ضعاف البصر من ذوي الإعاقة البصرية تمثل في تخصيص مؤتمر البحر الأحمر لطب العيون الأخير محاضرات وورش عمل تأهيلية لهم ، بالإضافة إلى تقدير رواد الإنجاز من الكفيفين من خلال استعراض ما قدموه من جهود وخبرات وتحديهم لإعاقة البصر .
وطالب “الرحيلي” الذي شارك البروفيسورة بشرى بيومي ، المدربة الدولية ومستشارة التأهيل والتدخل المبكر الزائرة من جامعة القاهرة ، بالاستفادة في المؤتمرات الطبية المتخصصة للعيون من خبرات القائمين ومن ذلك ما تم في مؤتمر البحر الأحمر لطب العيون والذي يعتبر من المؤتمرات الدولية الطبية التي لفتت اهتمام المتخصصين ، واستضاف عدة محاضرات وورش عمل ومتحدثين عالميين للحديث عن آليات العمل مع ذوي الإعاقة البصرية والصعوبات التي يواجهها الكفيف والمعاق بصرياً في جميع المراحل العمرية ، مرورا بالمشاكل بالمنزل وما يتطلبه من مهارات الحياة اليومية والتنقل والصعوبات في العالم الخارجي من عدم ملائمة البنى التحتية لهم من طرق وحدائق ومدارس ومستشفيات ومساجد ، كما تناولت هذه الورش تأهيل الفرد ليصبح مستقل وعضو منتج للعائلة والمجتمع وما ينعكس على نفسيته جراء ذلك.
واكد “الرحيلي” أهمية تأهيل ذوي الإعاقة البصرية وبالذات الأطفال ومن يعانون من إعاقات مركبة ستساهم في تأخير نموهم الحياتي ، مشيراً إلى أن عدم انتشار عيادات ضعف البصر في المملكة ساهم في ضعف مستويات التأهيل ، وقلة الكوادر الطبية المختصة في عيادات ضعف الإبصار ، مؤكداً أن مثل هذه العيادات لها دور في تدريب وتأهيل ضعاف البصر من حيث كيفية التعامل واكتشاف التقنيات المناسبة لهم خاصة في مراحل الطفولة والأدوات المساعدة وآخر التطورات التكنولوجية المساعدة لهم.
وعبر “الرحيلي” عن أسفه من عدم الانتشار لهذه العيادات على مستوى المملكة ، مرجعاً أسباب ذلك إلى عدم الوعي الكافي بمفهوم ضعف الإبصار والتفريق بينه وبين الكفيف ،والاعتقاد السائد أن النظارة أو العلاج أو العملية هي الحل لضعيف البصر غير ان هذه الخيرات لا تعتبر حلا للمشكلة البصرية ، بالإضافة إلى الوقت الطويل للكشف على مريض ضعيف البصر حيث تجاوز أكثر من ساعة ، إضافة إلى أن عملية التأهيل تأخذ وقتاً طويلاً للوصول إلى علاج للحالة البصرية ، وهو مما سبب عزوف عن التخصص والاهتمام بدراسة مثل هذا المجال .
وأكد “الرحيلي” بأن الرأي العام والمجتمع يعتقدون أن نسبة ضعاف البصر قليلة وغير منتشرة ، إلا أن الإحصاءات أكدت أن بالسعودية أكثر من مليون ضعيف بصر والعدد بإزدياد مع العوامل المنتشرة في حياتنا الاجتماعية . وابدى استغرابه من عدم وجود كليات ومعاهد متخصصة للتدريب وتأهيل ضعاف البصر ، مشيراً إلى أن “الكشف والتأهيل” ليس من ضمن الخطة الدراسية بمرحلة زمالة الطب أو البصريات ، وهذا عائق علمي يقف عائقاً لتوفير الكوادر السعودية التي تغطي هذا الاحتياج الهام . وطالب بإنشاء كليات ومعاهد متخصصة لتخريج جيل طبي من السعوديين الذين يساهمون في تأهيل ذوي الإعاقات البصرية من ضعاف البصر والمكفوفين .