يحدث أحيانا في دورة الحياة الإنسانية أن تكون هناك مبادرات أعمق من ذاكرة الإنسان وتاريخه ذلك إن النية الصادقة والإرادة القوية والدفع المجتمعي أشبه بحلم كالطوفان لايقاومه أحد.
وهذا ما حدث في تاريخ المبادرات الإنسانية الصادقة عبر التاريخ .
نحتفل اليوم بمبادرة حديثة تدعو للتأمل والدراسة والاهتمام من خلال مركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال وهل هناك أفضل للإنسان والمجتمع من الاعتدال إن ثقافة الوسطية هي ثقافة إسلامية وشعيرة دينية وواجب إنساني لقد كان الهدي النبوي هدي اعتدال ووسط يتجلى ذلك في السيرة النبوية التي لخصت مجمل الدعوة المحمدية في قوله صلى الله عليه وسلم ((بعثت بالحنيفية السِمحة ))
فما أجمل التواصل مع هذه المبادرة المجتمعية المباركة التي تعنى بإبراز الجانب الأسمى للدين الحنيف سيما في ظل تغول العولمة وانتشار فوبيا إسلام وتعدد التيارات المختلفة التي شوهت صورة الإسلام وروجت لثقافة القسوة بالعنف والقتل والدمار من دول تدعي الديموقراطية والعدالة والإنسانية وتتشدق بحقوق الإنسان وجماعات تزعم إنها إسلامية وهي أبعد ما يكون عن الإسلام وقيمه النبيلة.
حري بمراكز البحث في المدارس والجامعات أن تبادر ببحوث ودراسات وندوات لإيقاظ الفكر المعتدل الذي لايزال في سباته رغم الهجمة الشرسة من الإعلام خصوصاً الغربي الذي صور المسلمين سيما المجتمع السعودي بإنه مجرد رعاة أغنام في صحراء قاحلة لا تعرف إلا طريقة التفكير الصحراوي والمتوحش .
وهنا يبرز دور الإعلام في التنظير لثقافة الاعتدال في العالم ودعمهـا بين فئات المجتمع خصوصاً الشباب الذي تعصف به تيارات خطيرة ومنزلقات كبيرة في عصر مخيف ومضطرب فالإعلام المعتدل من أهم وسائل المشاركة المجتمعية في مبادرة تعنى بالتواصل العالمي عن طريق مرصد الاعتدال الذي يكرس جهوده للتواصل مع الجامعات العالمية إن هذه المبادرة هي خطوة الألف ميل في طريق نشر ثقافة الاعتدال وإزالة الغبش عما علق بصورة المجتمع السعودي الذي ولد وعاش وترعرع كمجتمع محافظ معتدل بالفطرة .
زين العابدين غرم الله الغامدي