لُجة الأيقونات
منطق الطير: “وسائل الإعلام هي الكيان الأقوى على وجه الأرض، لديهم القدرة على جعل الأبرياء مذنبين وجعل المذنبين أبرياء، وهذه هي القوة، لأنها تتحكم في عقول الجماهير” – مالكوم إكس.
بات لما يوسم بـ”لإعلام الجديد” مع تعدد أدواته وتنوع وسائطه وقدرته على التغلغل والانتشار عددًا لا حصر له من الوظائف والأدوار، تخطت الوظائف التقليدية والحديثة للإعلام، فهو لم يعد مجرد قنوات اتصالية ونوافذ تواصلية تهدف إلى إيصال المعلومة ومن ثُم تعبئة الجماهير وبناء رأي عام موجه، بل تجاوز مرحلة التأثير في العقول “الفردية” إلى تشكيل الوعي “الجمعي” وقولبته، ورسم المستقبل وتنفيذه، حتى غدونا أمام جيل يمكن وصفه بأنه جيل صُنع على عين الشبكات التفاعلية و”تربية إعلام”!!.
ثمة أسئلة جوهرية يُمكن طرحها: هل واكبت المؤسسات التعليمية والمناهج التربوية على المستوى العربي تلك الطفرة في عالم الاتصال والتواصل؟!، وهل بمقدورها على الأقل في المدى المتوسط أن تسد جزءً من تلك الفجوة العميقة بين المنظومتين “التربوية” والإعلامية”؟!، وهل هناك خطط ورؤى تتجاوز مسألة توظيف الوسائط التفاعلية كأدوات تربوية منهجية؟!، وهل أصلاً استطاعت المحاولات والتجارب (الارتجالية) على مستوى الأدوات أن تحقق شيئًا!! حتى نراهن على تقديم شيءٍ على مستوى الاستراتيجيات والغايات؟!.
إن الملاحظ الفاحص لحال القنوات الاتصالية والإعلامية للمؤسسات والهياكل التربوية والتعليمية يدرك أن معظمها لم تتجاوز بعد عقلية “المجلة الحائطية”، فهي وإن وظفت الشبكات والوسائط الحديثة لازلت رهينة العقلية الأبوية في التعامل مع جمهور “الإعلام الجديد”!!، مراهنة على وهم “التفوق” وإمكانية التأثير على القيم من خلال حصر وتوجيه المعلومة، غير قادرة على التكييف مع البيئة الجديدة على مستوى الذهنية والرسائل، والأخطر على منظومة القيم الأخلاقية التي تطبع تعالق التربية بالإعلام.
كخطوة أولية فإن على المهتمين والمشتغلين في مجال الإعلام المدرسي الوعي بأهمية التواصل بمفاهيمه الحديثة في رفد العملية التربوية لا على مستوى الأدوات الاتصالية مع منسوبي القطاع والجمهور العام وتوفير البيئات والحواضن التعليمية، وإنما على مستوى المفاهيم والقيم أكان داخل الهيكل المؤسسي أو المنظومة الاجتماعية، ولن يتأتى ذلك إلاَّ بالشفافية المطلقة والصدق وتكريس قيم المصداقية، فالجمهور المتلقي في عوالم مفتوحة بات أكثر إطلاعًا وفطنة، والأهم من كل ذلك قدرته على فضح التزييف وكشف الأكاذيب.
خبر الهدهد: الوافد الجديد!!
عبدالحق الطيب هقي